الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي >>
قصائدبشار بن برد
يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي
بشار بن برد
- يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي
- قَطَّعْتَ قلْبِي بشَوْقٍ غَيْرَ تَعْتيبِ
- قُلْ للَّتي نفْسُها نَفْسي وما شعَرتْ
- منِّي عليِّ بنومٍ منك موهوب
- إنَّ الرَّسول الَّذي أرسلت غادرني
- بغُلَّة ٍ مثْل حرِّ النَّار مشْبُوب
- أساورُ الليل تحت الهمِّ مجتنحاً
- منْ طُول صفْحك عنِّي في أعاجيب
- كأنَّ بي منْك طَبًّا لا يُفارقُني
- وإنْ غدوتُ صحيحاً غيرَ مطبوب
- لقدْ ذَكرْتُكِ والْفَوْقَانُ يأخُذُني
- وما نسيتكِ بين الكأس والكوبِ
- وقائلٍ إِذْ رأى شوْقي وصفْحكُمُ:
- دعها فما لكَ منها غيرُ تنصيب
- لا شيْءَ أبْعد ممَّا لَسْتَ نَائلَهُ
- إنّ البخيل بعيدٌ غيرُ مقروب
- فَقُلْتُ: كلاَّ سيجْزي منْ لهُ كرمٌ
- شوْقاً بشوْقٍ وتقْريباً بتقْريب
- يهزُّني النَّاسُ منْ واشٍ ومنتصحٍ
- واللَّيثُ يفرسُ بين الكلب والذِّيب
- لا خيْرَ في الْعيْش إِنْ لمْ تُقْض حاجتُنا
- ممَّا نحبُّ على رغم الأقاريب
- يزيدُ في الدَّاء منْ تقلى زيارتهُ
- إذا التقينا وشافٍ كلُّ محبوب
- يا «عبْد» حتَّام لا ألْقاكِ خالية ً
- ولا أنامُ لقدْ طوَّلْت تعْذيبي
- أهْديْتِ لي الطِّيبَ في ريْحانِ ساحرة ٍ
- يا «عبْدَ» ريقُكِ أشْهى لي من الطِّيب
- أهْدي لنا شرْبة ً منْهُ نعيشُ بها
- إنْ كنتِ مهدية ً روحاً لمكروبِ
- إنَّ البغيض إلينا لا نطالبهُ
- ذاك الهوى وحبيبٌ كلُّ مطلوب
- أمَّا النساءُ فإنِّي لا أعيجُ بها
- قد صمتُ عنها بنحبٍ منكِ منحوب
- أنْتِ التي تشْتفي عيْني برُؤْيتها
- وهُنَّ عنْدي كماءٍ غيْر مشرُوب
- وفي المحبِّين صبٌّ لا شفاءَ لهُ
- دون الرِّضى بين مرشوفٍ ومصبوب
- إني وإِنْ كُنْتُ حمَّالاً أُجاورُهُ
- صرَّامَ حبلِ التَّمنِّي بالأكاذيب
- لا يخْرُجُ الْحَمْدُ مِنِّي قَبْلَ تجْربة ٍ
- ولا أكونُ أجاجاً بعد تجريبِ
المزيد...
العصور الأدبيه