الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ >>
قصائدبشار بن برد
يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ
بشار بن برد
- يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ
- إِلاَّ لديْكِ، فهلْ ما رُمْتُ موْجُودُ
- قالتْ: عَلَيْكَ بِمَنْ تَهْوَى ، فَقُلْتَ لَهَا:
- يَا حُبَّ فُوكِ الْهَوَى وَالْعَيْنُ وَالْجِيدُ
- لا تَلْعَبِي بِحَيَاتِي وَاقْطَعِي أمَلي
- صَبْراً عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّ الْمَوْتَ مَوْرُودُ
- رؤياك تدعو المنايا قبل موقتها
- وإن تنيلي فنيل منك مخلود
- أنْتِ الأَمْيِرَة ُ فِي رُوحِي وَفِي جَسَدِي
- فابري وريشي بكفيك الأقاليد
- لا تَسْبِقِي بِي حِمَامَ الْمَوْتِ وَانْتَظِري
- يوماً كأن قد طوتني البيض والسود
- قَدْ لاَمَني فِيكِ أَقْوَامٌ فَقُلْتُ لَهُمْ:
- مَا ذَنْبُ مَنْ قَلْبُهُ حَرَّانُ مَجْهُودُ؟
- ما كنت أول مجنونٍ بجارية ٍ
- تسفهت لبه والمرء صنديدُ
- أغرى به اللوم أذن غير سامعة ٍ
- وأحور العين في سمطين رعديد
- أحببت حبى وما حبى بمطلبي
- مَنْ لَيْسَ لِي عِنْدَهُ إِلاَّ الْجَلاَمِيدُ
- بئس العطية ُ من حبى لنا حجرٌ
- بل ليس لي حجرٌ منها ولا عود
- تغدو ثقالاً وتمسي في مجاسدها
- كأنها صنمٌ في الحي معبود
- نامت ولم ألق نوماً بعد رؤيتها
- وهل ينام سخين العين معمود
- يَا حُسْنَ حُبَّى إِذَا قَامَتْ لِجَارَتِهَا
- وفي الرواح هضيم الكشح أملودُ
- كَأنَّها لَذَّة ُ الْفِتْيَانِ مُوفِيَة ً
- وَسَكْرَة ُ الْمَوْتِ إِنْ لَمْ يُوفَ مَوْعُودُ
- تؤتيك ما شئت من عهدٍ ومن عدة ٍ
- فَالْوَعْدُ دَانٍ وَبَابُ النَّيْلِ مَسْدُودُ
- قد صردت هامتي حبى ببخلتها
- ما خير عيش الفتى والكأس تصريد
- إِنِّي لأَحْسُدُ مَوْلوداً مَشَى قَدَماً
- وَبِي مِنِ الدَّاء مَا لَمْ يَلْقَ مَوْلُودُ
- أَرَى الإِزَارَ عَلَى حبَّى فَأحْسُدُهُ
- إِنَّ الإِزَارَ عَلَى مَا ضَمَّ مَحْسود
- يَادَامَ كنْتِ لِحَاجَاتِي وَصَاحِبَتِي
- حَتَّى اشْتَكَيْتُ وَغَالَ النَّوْمَ تَسْهِيد
- قولي لحبى فقد أحببت رؤيتها:
- لَوْ كَانَ لِي مِنْكِ تَقْرِيبٌ وَتَبْعِيد
- قَرَّتْ بِكِ الْعَيْنُ أوْ بِتنا عَلَى طَمَعٍ
- مِنَ النَّوَالِ وَطَابَ اللَّهْو وَالْغِيد
- لا خيْرَ فِي عِدَة ٍ لَيْسَتْ بِمنْجَزَة ٍ
- فأنْجِزِي الْوَعْدَ إِنَّ الْجُودَ مَحْمود
- ليس المحب ككمون بمزرعة ٍ
- إِنْ فَاتَهَ الْمَاءُ أغْنَتْه الْمَوَاعِيد
- إن لم تجودي بموعودٍ فلا تعدي
- ما أقبح الوعد حتى زانه الجود!
- سألت حبى فما عادت على رجلٍ
- لِسَانه عَنْ سؤَالِ النَّاسِ مَعْقود
- كَأنَّه يَتَّقِي الْحَيَّاتِ فَاغِرَة ً
- لا بَلْ كَأنِّي عِنِ الْمَعْروفِ مَجْدود
- والحر يعطيك عفواً من فواضله
- قَبْلَ السؤَالِ وَسَيْب الْعَبْدِ مَنْكود
المزيد...
العصور الأدبيه