الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها >>
قصائدبشار بن برد
وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
بشار بن برد
- وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
- باتت تغنِّي عميدَ القلب سكرانا
- إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ
- قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
- فقُلْتُ أحسنْتِ يا سؤْلي ويا أَمَلِي
- فأسمعيني جزاكِ الله إحسانا
- يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل
- وحبذا ساكن الريان مَنْ كانا
- قالت فَهَلاَّ فدَتْكَ النفس أَحْسنَ مِن
- هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا
- ياقومِ أذْنِي لِبْعضِ الحيِّ عاشقة ٌ
- والأُذْنُ تَعْشَقُ قبل العَين أَحْيانا
- فقلتُ أحسنتِ أنتِ الشمسُ طالعة ٌ
- أَضرمتِ في القلب والأَحشاءِ نِيرانا
- فأسمعيني صوتاً مطرباً هزجاً
- يزيد صبًّا محبّاً فيك أشجانا
- يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَة ً
- أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا
- حتّى إِذا وَجَدَتْ ريحي فأعْجَبَها
- ونحنُ في خَلْوة ٍ مُثِّلْتُ إِنسانا
- فحرَّكتْ عُودَها ثم انثنَتْ طَرَباً
- تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
- أصْبحْتُ أَطْوَعَ خلق اللَّه كلِّهِمِ
- لأَكْثَرِ الخلق لي في الحُبّ عِصيانا
- فَقُلت: أَطربْتِنا يا زيْنَ مجلسنا
- فهاتِ إنك بالإحسان أولانا
- لوْ كنتُ أعلَمُ أَن الحُبَّ يقتلني
- أعددتُ لي قبلَ أن ألقاكِ أكفانا
- فَغنَّت الشَّرْبَ صَوْتاً مُؤْنِقاً رَمَلاً
- يُذْكِي السرور ويُبكي العَيْنَ أَلْوَانا
- لا يقْتُلُ اللَّهُ من دامَتْ مَودَّتُه
- واللَّهُ يقتل أهلَ الغدر أَحيانا
- لا تعذلوني فإنّي من تذكرها
- نشوانُ هل يعذل الصاحونَ نشوانا
- لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت
- وقد لهوتُ بها في النومِ أحيانا
- باتت تناولني فاهاً فألثمهُ
- جنيّة زُوجت في النوم إنسانا
المزيد...
العصور الأدبيه