الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> نبا بك خلف الظاعنين وساد >>
قصائدبشار بن برد
نبا بك خلف الظاعنين وساد
بشار بن برد
- نبا بك خلف الظاعنين وساد
- وَمَا لَكَ إِلاَّ رَاحَتَيْكَ عِمَادُ
- لخدك من كفيك في كل ليلة ٍ
- إِلى أَنْ تَرَى وَجْهَ الصَّبَاحِ وِسَادُ
- كأَنَّكَ للشَّوْقِ الْغَرِيبِ إِذَا سَرَى
- منَ الْوَجْهِ مَشْدُودٌ عَلَيْكَ صِفَادُ
- تَبِيتُ تُرَاعِي اللَّيلَ تَرْجُو نَفَادَهُ
- وليس لليل العاشقين نفاد
- تَقَلّبُ في داجٍ كأنّ سَوَادَه
- إذا انجاب موصول إليه سواد
- أبَى لَكِ إِغْمَاضُ الخَلِيِّ جُفُونَهُ
- على النَّوْمِ عَيْنٌ صَبَّة وَفُؤَادُ
- وطول جهاد النفس فيما تتبعت
- وإدراكك النفس اللجوج جهاد
- وَبعْدُ الْمَدَى مِنْ غَايَة ٍ لَوْ جَرَيْتَها
- إِلَى هَجْرِ سُعْدَى مَا هَجَاكَ بِعَادُ
- ولكن عقلي مجلساً بعد مجلسٍ
- لنفسك مما لا تنال فساد
- أفالآن تستشفي طبيبك سلوة ً
- وَقَدْ ظَعَنَتْ سُعْدَى وَقَلْبُكَ رَادُ
- أرَى النَّفْسَ قَدْ ضنَّتْ عَلَيْكَ بِنَيْلِهَا
- وَضَنَّت عَلَيْهَا بِالنَّوَالِ سُعَادُ
- وَمَا بِكَ إِنْ لمْ تُعْطَ تِلْكَ جَلاَدَة ٌ
- وَمَا مِنْكَ إِنْ لَمْ تَلْق رُقَادُ
- لقد صادني ريمٌ أردت اصطياده
- وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ مَا أرَدْتُ أُصَادُ
- إِذَا طَارِفُ الحُبِّ انْجَلَى عَنْكَ هَمُّهُ
- ثَنَاهُ مِنَ الْحُبِّ الدَّخِيلِ تلاَدُ
- لقد صرحت عما تجمجم طعنة ٌ
- شجيت بها حتى ظللت تعادُ
- تداعت لك الأهواء فازددت عبرة ً
- وللدمع من بين الحبيب مداد
- فقل في صديق يحسبُ الغي رشدة ً
- وفي بعض حوزات الخليل رشادُ
- يُؤَخِّرُ مَا تَعْجِيلُهِ لكَ راحَة ٌ
- فَتَحْيَا كُرُوبٌ كُلُّهُنَّ شِدَادُ
- إِذَا قُلْتُ إِنِّي قَدْ لَقِيتُ شَقَاوَة ً
- بِحُبِّكَ قالَتْ لي وَسَوْفَ تُزَادُ
- لَنَا غِلْظَة ٌ مِنْهَا وَلِينُ مَقَالة
- وَلَوْعَة ُ هَجْرٍ مرَّة ً وودَادُ
- فوالله ما أدري وكل مصيبة ٌ
- بأي مكيدات النساء نكاد
- لقد صادني ريمٌ أردت اصطياده
- وَمَا كُنْتُ لولا مَا أرَدْتُ أصَادُ
- جميل المحيا حظهُ منك نسبة ٌ
- وَحَظُّكَ مِنْهُ لَوْعَة ٌ وَسُهَادُ
- إِذَا أنِسَتْ مِنْ عَاجِلِ البَينِ....
- رَجَاءً بِأخْتِ النّاسِ حِيْنَ تُذادُ
- غرور مواعيد كأن جداءها
- جدا بارقاتٍ مزنهن جمادُ
- على الدَّهْرِ ما مَنَّتْكَ سُعْدَى وَدُونَهُ
- لأم المنايا مبتدى ومعادُ
- فهل أنت إن لم يعطك الدهر رأسه
- مُذَلِّلُهُ حَتَّى تَرَاهُ يُقَادُ
- وإلا فدع عنك الصبابة فالشفا
- على إثر من تهوى وفيك مدادُ
المزيد...
العصور الأدبيه