الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> لله "سلمى " حبُّها ناصبُ >>
قصائدبشار بن برد
لله "سلمى " حبُّها ناصبُ
بشار بن برد
- لله "سلمى " حبُّها ناصبُ
- وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ
- لو كنتُ ذا أو ذاك يوم اللِّوى
- أدَّى إليَّ الحلبَ الحالبُ
- أقولُ والعينُ بها عبرة ٌ
- وباللِّسَانِ الْعَجَبُ الْعَاجِبُ
- يا ويلتي أحرزها " واهبٌ"
- لا نالَ خيراً بعدها واهبُ
- سيقتْ إلى "الشَّام" وما ساقها
- إلاَّ الشَّقا والقدرُ الجالبُ
- أصبحتُ قد راحَ العدى دونها
- ورحتُ فرداً ليس لي صاحبُ
- لا أرْفَعُ الطرْف إِلَى زائرٍ
- كأنَّني غضْبان أوْ عاتِبُ
- يا كاهن المصر لنا حاجة ٌ
- فانظر لنا: هل سكني آيبُ
- قد شفَّني الشوقُ إلى وجهها
- وشاقني المزهرُ والقاصبُ
- بَلْ ذَكَّرَتْني ريحُ رَيْحَانَة ٍ
- ومدهنٌ جاء به عاقبُ
- مجلسُ لهو غاب حسادهُ
- تَرْنُو إِلَيهِ الْغَادَة ُ الْكَاعبُ
- إِذْ نَحْنُ بالرَّوْحَاء نُسْقَى الْهَوَى
- صِرْفاً وإِذْ يَغْبِطُنَا اللاَّعبُ
- وَقَدْ أرَى «سَلْمَى » لَنَا غَايَة ً
- أيام يجري بيننا الآدبُ
- يأيُّها اللاَّئمُ في حبِّها
- أمَا تَرَى أنِّي بهَا نَاصبُ
- «سَلْمَى » ثَقَالُ الرِّدْف مَهْضُومَة ٌ
- يأبى سواها قلبي الخالبُ
- غنَّى بها الراكبُ في حسنها
- ومثلها غنَّى به الرَّاكبُ
- ليست من الإنس وإن قلتها
- جنِّيَّة ً قيلَ: الْفَتَى كَاذِبُ
- لاَ بلْ هيِ الشَّمْسُ أُتيحَتْ لَنَا،
- وسواسُ همٍّ زعمَ الناسبُ
- لو خرجت للناس في عيدهم
- صلى لها الأمرد والشائبُ
- تلكَ المنى لو ساعفت دارها
- كانت "لعمرو" همَّهُ عازبُ
- أرَاجعٌ لي بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى
- بالميث أم هجرانها واجبُ
- قَدْ كُنْتُ لاَ ألْوي عَلَى خُلَّة ٍ
- ضَنَّتْ وَلاَ يُحْزِنُنِي الذَّاهِبُ
- ثُمَّ تَبَدَّلْتُ عَلَى حُبِّهَا
- يا عجبا ينقلبُ الذَّاهبُ
- وصاحبٍ ليسَ يصافي النَّدى
- يَسُوسُ مُلْكاً وَلَهُ حَاجِبُ
- كالْمَأجَنِ الْمَسْتُورِ إِذْ زُرْتُهُ
- فِي دَارِ مُلكٍ لَبْطُهَا رَاعِبُ
- ظَلَّ ينَاصِي بُخْلُهُ جُودَهُ
- فِي حَاجَتِي أيُّهُمَا الْغَالِبُ
- أصْبَحَ عَبَّاساً لِزُوَّارِهِ
- يبكي بوجه حزنهُ دائبُ
- لما رأيتُ البخل ريحانهُ
- والْجُودُ مِنْ مَجْلِسِهِ غَائِبُ
- وَدَّعْتُهُ إِنّي امْرؤٌ حَازِمٌ
- عَنْهُ وعَنْ أمْثَالِهِ نَاكِبُ
- أصفي خليلي ما دحا ظلهُ
- ودَامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ
- لاَ أعْبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي
- حق أخٍ أو جاءني راغبُ
- وَلَسْتُ بالْحَاسِبِ بَذْلَ النَّدَى
- إن البخيل الكاتبُ الحاسبُ
- كذاك يلقاني وربَّ امرئٍ
- لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ
المزيد...
العصور الأدبيه