الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ >>
قصائدبشار بن برد
فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ
بشار بن برد
- فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ
- وَصَبَا وَمَلَّ مَقَالَة َ النُّصَّاح
- وأصابهُ سحرُ البخيلة ِ بعدَ ما
- ألِفَ الصَّلاَة َ وَعَاذَ بالمسْبَاح
- فتعرضت لكَ للَّذي حاذرتهُ
- حَوْرَاءُ في عِقْدِ لَهَا وَوِشَاحِ
- خودٌ إذا جنح الظَّلامُ فإنها
- تَكْفِي الأَوَانِسَ فَقْدَة َ المِصبَاحِ
- وَلَوَ أنَّهَا دَاوَتْ صَدًى مِنْ هائِمٍ
- حَرَّانَ يَنْظُرُ غَفْلَة َ الميَّاحِ
- برضابِ ذي أشرٍ أغرَّ كأنَّما
- شَفَتِ الْغَلِيلَ وَلَمْ تُنَلْ بِمَلاَمَة ٍ
- وَشِفَاءُ مَنْ تَيَّمْتِ غَيْرُ جُنَاحِ
- إن البخيلة َ لو يميلُ بها الصِّبى
- كالقنو مالَ على أبي الدحداحِ
- أتَنَصُّحاً مَا تَأمُرِينَ فَمِثْلَهَا
- رَجَعَ النّصِيحُ شَفَى مِنَ الأَبْرَاحِ
- رَجُلٌ سَيَبْذُلُ لِلطَّبِيبِ تِلاَدَهُ
- إِنْ كَانَ ذا ثِقَة ٍ لَهُ بِنَجَاحِ
- وَلَقدْ كَلِفْتُ بهَا وَعَيَّرَنِي الْهَوَى
- بادي النّصِيحَة ِ سَاكِنُ الأروَاحِ
- فحلفتُ لا أعطي العواذلَ طاعة ً
- حتَّى يُقامَ عليَّ بالأنواحِ
- وِإِذَا هَوِيتَ فَلاَ يُعَيِّرُكَ الْهَوَى
- إلاَّ مقالة ُ آخرينَ صحاحِ
- فإذا النديم شكا الصّدى من هامة ٍ
- عندي شفيتُ صداءهُ بالرّاحِ
- ممَّا تَضَمَّنَهُ أشَمُّ مُعَمَّمٌ
- بلحاء باسقة ٍ من الأدواح
- فإذا أكَّب حكى لسمعكَ ضاحكاً
- تَحْتَ الْغَمَامَة ِ أوْ دَوِيَّ نُبَاحِ
- بخروجِ لينة ِ المذاقِ رقيقة ٍ
- كالدّمعِ تخلطُ لينها بجماحِ
- حَتَّى أرُوحَ وَقَدْ قَضَيْتُ لُبَانَة ً
- أندى من المتضيِّف الرّوَّاح
- لِوصَالِ أخْرَى قَدْ سَلَوْتُ سُلُوَّهَا
- فأبتْ بناتُ فؤادي المرتاح
- لَمَّا رَأتْنِي فَوْقَ أجْرَدَ سَابح
- كالفيءِ معترضاً على أرماحِ
- سلسَ المقلَّد لا أخفِّض جاشهُ
- إلاَّ تقاذفَ غربهُ بطماح
- قالَتْ لِجَارَتِهَا: أتَانَا زَائِرٌ
- رقَّت له كبدي ولانَ جناحي
- مَا طَلْتُهُ دَيْناً وَطَالَ طِلاَبُهُ
- والدينُ منسرحٌ وغيرُ سراحِ
- فاليَوْمَ أقْضي دَيْنَهُ بِنِيابَتِي
- في كلِّ غدوة ِ شارقٍ ورواحِ
المزيد...
العصور الأدبيه