الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا >>
قصائدبشار بن برد
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
بشار بن برد
- عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
- أتجعلُ من هويتَ عليك ربَّا
- بأيِّ مشورة ٍ وبأيِّ رأيٍ
- تُمَلِّكُهَا وَلا تَسْقِيك عَذْبَا
- تحنُّ صبابة ً في كلِّ يومٍ
- إلى "حبِّى " وقد كربتك كربا
- وتهتجرُ النِّساء إلى هواها
- كأنكَ ضامنٌ منهنَّ نحبا
- أمِنْ رَيْحَانَة ٍ حَسُنَتْ وَطابَتْ
- تَبِيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبَّا
- تروعَ من الصِّحابِ وتبتغيها
- معَ الوسواسِ منفرداً مكبَّا
- كأنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاها
- وَلا تَلْقَى لهَا فِي النَّاسِ ضَرْبَا
- وَكمْ مِنْ غَمْرَة ٍ وَجَوازِ فَيْن
- خلوتَ بهِ فهل تزدادُ قربا
- بَكيْتَ مِنَ الْهَوَى وَهَوَاكَ طِفْلٌ
- فويلك ثمَّ ويلك حينَ شبَّا
- إذا أصبحتَ صبَّحك التَّصابي
- وَأطْرَابٌ تُصَبُّ عَليْك صَبَّا
- وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَليْك مُرٌّ
- يقلِّبك الهوى جنباً فجنبا
- أظنَّك من حذارِ البينِ يوماً
- بِدَاء الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبا
- أتظهرُ رهبة ً وتُسرُّ رغباً
- لقد عدَّبتني رغبا ورهبا
- فَمَا لك في مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ
- سِوَى عِدَة ٍ فخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا
- إذا ودٌّ جفا وأربّ وُدٌّ
- فجانب من جفاك لمن أربَّا
- ودع شغبَ البخيلِ إذا تمادى
- فإنّ لهُ معَ المعروفِ شغبا
- وقالت: لا تزالُ عليَّ عينٌ
- أراقبُ قيِّماً وأخافُ كلبا
- لقَدْ خَبَّتْ عَليْك وَأنْتَ سَاهٍ
- فَكْنُ خبّا إِذَا لاقَيْتَ خبَّا
- ولا تغررك موعدة ٌ "لحبَّى "
- فإنّ عداتها أنزلنَ جدبا
- ألا يا قلبُ هل لك في التَّعزِّي
- فقد عذَّبتني ولقيتُ حسبا
- وما أصبحتَ تأملُ من صديقٍ
- يعدُّ عليك طول الحبِّ ذنبا
- كأنَّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَه قَتِيلاً
- بحُبِّك أوْ جَنَيْتَ عَلَيْهِ حَرْبَا
- رَأيْتُ الْقَلْبَ لا يأتِي بَغِيضاً
- ويؤثرُ بالزِّيارة ِ مَن أحبِّا
المزيد...
العصور الأدبيه