الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ >>
قصائدبشار بن برد
صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ
بشار بن برد
- صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ
- وأصبح عانداً حبل النصاح
- وكنت من المزاح أكاد أسلو
- فَقَدْ لاَقَيْتُ قَاطِعَة َ الْمِزَاحِ
- أَبِيتُ مُرَوَّعاً وَأظَلُّ صَبّاً
- كأن القلب مني ذو جناحِ
- وَمَنْ يَكُ ذَاقَ مِنْ عِشْقِي قَرَاحاً
- فإني قد شربت من القراح
- ولست بذاكرٍ "عباد" إلا
- تَبَادَرَتِ الْمَدَامعُ بِانْسِفَاحِ
- ولا أنسى غداة بكت وقالت:
- أتَغْدُو أمْ تَرُوحُ مِنَ الرَّوَاحِ
- فَقُلْتُ لَهَا: الرَّوَاحُ بِذَاكِ أحجى
- وَأقْرَبُ بِالْمُحب مِنَ الصَّبَاحِ
- يلومك في مودتها "سعيد"
- وَمَا في حُبِّ «عَبْدَة َ» مِن جُنَاحِ
- فغرك أن لومك يا "سعيد"
- بِتَمْنَعَ بَلْ أحَرُّ مِنَ النِّزَاحِ
- فَدَعْ لَوْمَ المُحِبِّ إِذَا تَهَادَى
- به حب النساء لحاك لاح
- فَإِنَّكَ لاَ تَرُدُّ هَوى بِلَوْمٍ
- ولا طرب المتيم بامصاح
- تُعَلِّلُ حِينَ نَسْأَلُهُا نَوَالاً
- حراداً بالتدلل والمزاح
- كأن بريقها عسلاً جنياً
- وطعم الزنجبيل وريح راحِ
- تراخت في النعيم فلم تنلها
- حواسد أعين الزرق القباح
- نعم علقتها فلها حياتي
- هدايا الحب في نفس الرياح
- وإن أهلك فدام علي هلكي
- لها طول السلامة والصلاح
- طَرَحْتِ مَوَدَّتِي وَصَرَمْتِ حَبْلِي
- ولم أهمم لودك باطراح
- فَجُودِي بالوِصالِ لِمُسْتَهَامٍ
- بذكْرِكِ فِي الْمَسَاء وَفي الصَّبَاحِ
- يَهِيمُ بِكُمْ وَقَدْ دَلَفَتْ إِلَيْهِ
- جُيُوشُ الحُبِّ بالمَوْتِ الصُّرَاح
- طبيبي داوني وتأن سقمي
- لَكَ الْيَوْمَ التِّلاَدُ عَلَى النَّجَاحِ
- إذا سليتني أوهجت منها
- فؤاداً لا يساعف بارتياح
- وكيف شفاءُ مختبلٍ حزينٍ
- بِشَبْعَى الْحَجْلِ جَائِعَة ِ الْوِشَاحِ
المزيد...
العصور الأدبيه