الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ >>
قصائدبشار بن برد
راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ
بشار بن برد
- راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ
- أم ما بدا لك لا تصحو ولا تقر
- هيَ الشِّفَا عَلِقَتْ نَفْسِي حَبَائِلُهَا
- إذ لا يقيم ولا يبدو له سفر
- يا ويح نفسي أراها كلما انبعثت
- ألقى عليها صبابات الكرى القدر
- بليتُ والشوق أبلاني تذكرهُ
- من غادة ٍ بيتها دانٍ ومهتجرُ
- هِيْفَاءُ مُقْبِلَة ً عَجْزَاءُ مُدْبرَة ً
- لَمْ تُجْفَ طُولاً ولاَ أزْرَى بهَا القصَرُ
- غَرَّاءُ كَالْقَمَرِ الْمَشْهُورِ حِينَ بَدَتْ
- لاَ بَلْ بَدَا مِثْلَهَا حِينَ اسْتَوَى الْقَمَرُ
- لما رأيت الهوى يبري بمديته
- لَحْمِي وحلأَّنِي الزوَّارُ وَالسَّمَرُ
- أصبحت كالحائم الحران محتبساً
- لم يقض ورداً ولا يرجى له صدرُ
- قَالَتْ عُقَيْلُ بنُ كَعْبٍ إِذْ تَعَلَّقَهَا
- قلبي فأضحى به من حبها أثرُ
- أَنَّى وَلَمْ تَرَهَا تَصْبُو فَقُلْتُ لهم:
- إن الفؤاد يرى ما لا يرى البصر
- وَصَابِرينَ وَلَوْ يَلْقَوْنَ مِنْ طَرَبِي
- معشار عشر عشير العشر ما صبروا
- قالوا جهلت بذكراها فقلت لهم:
- لاَ بَلْ جُنِنْتُ فَكُفُّوا اللَّوْمَ وَازْدَجِرُوا
- ما لان قلبي لناهٍ عن زيارتها
- وهل يلين لقلب الواعظ الحجر
- لا تكثروا لوم مشغوفٍ بجارية ٍ
- لاَ يَشْتَكِي سَهَراً مِنْهَا وَمَا السَّهَرُ
- لا يذكر الدهر أو يسري الخيالُ لهُ
- إلا تغنى بها أو مسه ضرر
- صب كئيبٌ إذا ما ذكرة ٌ خطرت
- نَادَى عُبَيْدَة َ حَتَّى يَذْهَبَ الْخَطَرُ
- مَا بَالُ عَبْدَة َ لاَتَأوي لمُكْتَئِب
- وَالْوَحْشُ يَأوي لَهُ وَالْجِنُّ والْبَشَرُ
- من كان معتذراً من حب غانية ٍ
- فَلَيْسَ منْ حُبِّهَا ما عَاشَ يَعْتَذِرُ
- يرجو عبيدة يوماً أن تجود له
- وإن تطاول ما يرجو وينتظر
المزيد...
العصور الأدبيه