الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ >>
قصائدبشار بن برد
خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ
بشار بن برد
- خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ
- ليسَ النَّجاحُ معَ الحريصِ الناصبِ
- تأتي المقيمَ -وما سعى - حاجاتهُ
- عَدَدَ الْحَصَى وَيَخِيبُ سَعْيُ الْخَائِبِ
- فاترك مشاغبة َ الحبيبِ إذا أبى
- ليس المحبُّ على الحبيبِ بشاغبِ
- غَلَبَتْكَ «أمُّ مُحَمَّدٍ» بِدَلاَلِهَا
- وَالْمُلْكُ يُمْهَدُ لِلأَعَزِّ الْغَالِبِ
- واهاً "بأمِّ محمَّدٍ" ورسولها
- ورقادِ قيِّمها وسُكْر الحاجبِ
- لم أنسَ قولتها: أراكَ مشيَّعاً
- عبثَ اليدينِ مولَّعاً كالشَّاربِ
- أحْسِنْ صَحَابَتَنَا فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ
- بَعْضَ اللُّبَانَة ِ باصْطِنَاعِ الصّاحب
- وَإِذَا جَفَوْتَ قَطعْتُ عَنْكَ مَنَافِعِي
- والدَّرُّ يقطعهُ جفاءُ الحالبِ
- لله درُّ مجالسٍ نُغِّصتها
- بَيْنَ الْجُنَيْنَة ِ والْخَلِيجِ النَّاكِب
- أيْنَ الذينَ تَزُورُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
- يَأتِيك آدبهم وَإِنْ لَم تَأدبِ
- ذهبوا وأمسى ما تذكَّرُ منهمُ
- هَيْهَاتَ مَنْ قَدْ مَاتَ لَيْسَ بِذَاهِبِ
- منعتكَ "أمُّ محمَّدٍ" معروفها
- إِلا الْخَيالَ، وَبِئْسَ حَظُّ الْغَائبِ
- نَزَلتْ على بَرَدى وَأنْتَ مَجَاوِرٌ
- حَفْرَ الْبُصَيْرَة ِ كالْغَريبِ الْعاتِبِ
- لا تشتهي طرفَ النَّعيم وتشتهي
- طَيَّ الْبِلاَدِ بِأَرْحَبيٍّ شَاحِب
- وَإِذَا أرَدْتَ طِلاعَ ”أمِّ محَمَّدٍ”
- غَلَبَ الْقَضَاء وَشُؤْمُ ”عَبْدِ الْواهِبِ”
- عِلَلُ النِّساء إِذَا اعْتَللْنَ كثِيرَة ٌ
- وسماحهنَّ منَ العجيب العاجبِ
- فاصبِرْ على زَمَنٍ نَبَا بِك رَيْبُهُ
- ليْسَ السُّرورُ لنا بحتمٍ وَاجب
- وَلقَدْ أزُورُ على الْهَوى وَيَزُورُنِي
- قَمَرُ الْمَجَرَّة ِ في مَجَاسِدِ كاعِبِ
- أيَّامَ أتَّبِعُ الصِّبَا وَيَقُودُنِي
- صَوْتُ الْمَزاهِرِ وَالْيَرَاع القاصِبِ
- سقياً "لأُمِّ محمد" سقياً لها
- إِذْ نَحْنُ في لَعِبِ الشَّبَابِ اللاَّعب
- بَيْضَاء صَافِيَة الأَدِيم تَرَعْرَعَتْ
- في جلدِ لؤلؤة ٍ وعفَّة ِ راهبِ
- فَإِذَا امْتَرَيْتَ لبُونَ «أمِّ محمَّد»
- رجعت يمينك بالحلابِ الخائب
- فَارْجِع كمَا رَجَعَ الْكرِيمُ وَلا تَكُنْ
- كمُقَارِفٍ ذَنْباً وَلَيْسَ بِتَائِب
- ورضيتَ من طولِ الرَّجاء بيأسه
- وَالْيَأسُ أمثلُ مِن عِدَات الْكاذِب
المزيد...
العصور الأدبيه