الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ >>
قصائدبشار بن برد
أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ
بشار بن برد
- أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ
- ولا سَالِمٌ عما قليلٍ بسالِم
- على المَلِكِ الجَبَّارِ يَقْتَحِمُ الرَّدى
- ويصرعهُ في المأزق المتلاحم
- كَأنَّكَ لم تَسْمَع بقتل مُتَوَّج
- عظيمٍ ولم تسمع بفتك الأعاجم
- تَقَسَّمَ كسرى رَهْطُه بسيوفهم
- وأَمسَى أبو العباس أَحلامَ نَائِم
- وقد كان لا يَخْشَى انِقلابَ مَكِيدَة ٍ
- عليه ولا جري النحوس الأشائم
- مقيماً على اللذات حتى بدت له
- وجوهُ المنايا حَاسِرَاتِ العَمَائِم
- وقَد تَرِد الأَيامُ غُرًّا وربما
- وردن كلوحاً باديات الشَّكائم-
- ومروانُ قد دارت على رأسه الرَّحى
- وكان لما أجْرَمْتَ نَزْرَ الجَرَائِم
- فأصبحت تجري سادراً في طريقهم
- ولاتتَّقي أَشباه تلك النَّقائِم
- تجردت للإِسلام تَعْفُو سَبيله
- وتُعْرِي مَطَاهُ لِليوثِ الضَّراغِم
- فما زلتَ حتى استنصر الدينُ أهله
- عليك فعادوا بالسيوف الصوارم
- فرم زوراً ينجيك يا ابن وشيكة ٍ
- فلستَ بناج من مضيمٍ وضائم
- لحَى اللَّه قوْماً رأَّسوك عليهمُ
- وما زلْت مَرْؤوساً خبِيث الْمَطَاعِم
- أقول لبسَّام عليه جلالة ٌ
- غدا أريحيا عاشقاً للمكارم
- من الهاشميين الدعاة ِ إلى الهدى
- جِهاراً ومن يَهْدِيك مثلُ ابنُ هَاشم
- سراجٌ لعين المستضيء وتارة ً
- يكون ظلاماً للعدو المزاحم
- إِذا بلغ الرأيُ المشورة فاسْتَعِن
- بِرأي نصِيحٍ أونصِيحَة ِ حَازِمِ
- ولا تَجْعل الشُّورَى عليك غَضَاضَة ً
- مكانُ الخوَافِي قُوَّة ٌ لِلْقَوَادِم
- وما خيْرُ كفٍّ أَمْسَك الغُلّ أخْتَها
- وما خيْرُ سَيْفٍ لم يُؤَيَّدْ بِقائم
- وخلِّ الهُويْنا للضَّعِيفِ ولاتكُنْ
- نؤوماً فإنَّ الحزم ليس بنائم
- وحارِبْ إِذا لم تُعْطَ إِلاَّ ظُلامَة ً
- شَبا الحرب خيرٌ من قَبُول المظَالم
- وأدن على القربى المقرَّبَ نفسه
- ولا تشهدِ الشُّورى امرأً غيرَ كاتم
- فإنك لا تَسْتَطْرِدُ الهَمِّ بالمُنى
- ولا تبلغُ العليا بغيرِ المكارمِ
- إذا كنتَ فرداً هرَّكَ القومُ مقبلاً
- وإِن كنت أَدْنى لم تفُزْ بالعَزائِم
- وما قرع الأقوام مثلُ مشيعٍ
- أريبٍ ولا جلى العمى مثلُ عالمِ
المزيد...
العصور الأدبيه