الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنَّى دعاهُ الشَّوقُ فارتاحا >>
قصائدبشار بن برد
أنَّى دعاهُ الشَّوقُ فارتاحا
بشار بن برد
- أنَّى دعاهُ الشَّوقُ فارتاحا
- مِن بَعْد ما أصْبَحَ جَمَّاحا
- ذكَّره عهدَ الصَّبى صاحبٌ
- كَان لَهُ إِذَّاكَ مِفْتاحا
- أيَّام عبادة ُ من شأنهِ
- إِنْ لَمْ يَزُرْهَا بَاكِراً راحا
- الْقَلْبُ مَشْغُوفٌ بِما قدْ مضى
- يلقى من الأحزانِ أتراحا
- وَكَيْفَ لاَ يَصْبُو إلى غَادة
- تكْفِيك في الظَّلْماء مِصْباحا
- سحَّارة ُ الْعَيْنِ لَها صُورة ٌ
- جاد عليها الحسنُ سحَّاحا
- كأن ثلجاً بين أسنانها
- مُسْتشْرِكاً راحاً وتُفَّاحا
- كاتمتُ ما ألقى إلى وجهِها
- حتَّى إذا عذَّبني باحا
- كفى خليليّ هوى ً شفَّني
- لا يعْدمُ النّاصِحُ أنْصاحا
- قولا لمن لم تريا مثلهُ
- في محْفلٍ جِسْماً وألْواحا:
- كُرِّي لَنَا الْعَيْش الَّذِي قَدْ مَضَى
- ما كَان ذاك الْعَيشُ ضحْضاحا
- لاَ كُنْتُ إِنْ كُنْتُ تناسيْتُكُمْ
- لهائجٍ بعدكمو ناحا
- في حلَّتي جسمُ فتى ً ناحلٍ
- لَوْ هبَّتِ الرَّيحُ لَهُ طَاحا
- كان الشَّقا حُبَّى مدينية ً
- راحت بها دارٌ وما راحا
- أرْعى بِها النَّجْمَ وما رغْبتِي
- نجماً بطرفِ العينِ لمَّاحا
- أذابِحِي الشَّوْقُ إلى قُرْبِها
- ما كَانَ ذَاكَ الشَّوْقُ ذبَّاحا
- لم أنسَ ما قالت وأترابُها
- في معْرك ينْظِمن مِسْباحا:
- أقلِلْ مِن الطِّيبِ إِذا زُرْتنا
- إنِّي أخافُ المسك إن فاحا
- لا تتركنَّا غرضاً للعدى
- إِنْ كُنْت لِلأَهْوالِ سبَّاحا
- لَمْ أدْرِ أنّ المسكَ واشٍ بِنا
- إِنّ حار باب الدّارِ مِسْباحا
- فسمَّحت أخرى وقالتْ لها:
- لاَ تحْرِما ما كَان إِصْلاَحا
- لا بدَّ من طيبٍ لمعتادهِ
- يغدو به نفساً وأرواحا
- كم ليلة ٍ قد شقّ إصباحها
- عنا نعيماً كان زحزاحا
- لم ننبسط فيه إلى محرم
- حتَّى رأينا الصُّبح وضَّاحا
- إِلاَّ حدِيثاً مُعَجِباً أُنْسُهُ
- أكْبرْتُهُ غَنماً وأرْباحا
المزيد...
العصور الأدبيه