الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح >>
قصائدبشار بن برد
أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح
بشار بن برد
- أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح
- وَأمْسَكْتُ عَنْ بَابِ الضَّلاَلَة ِ مِفْتَاحي
- وَقَالَ الْعَذَارَى : لَيْسَ فيكَ بَقِيَّة ٌ
- كذبن يحز السيف في الطبع الضاحي
- تَمَتَّعْتُ مِنْ وُدِّ الشِّبَابِ الذِي مَضَى
- مع البيض أسقى رقهن مع الراح
- وَوادُ الْعَذَارَى زَائِرٌ وَمُرَدَّناً
- يَطُفْنَ بِذَيَّالِ السَّرَابِيلِ مِسْفَاح
- من القادة المسأذنين إذا غدا
- كأن على أعطافه ضوء مصباح
- لقدْ كانَ يَوْمِي بِالْجُديْدِ مُشَهَّراً
- وَأيَّامُ ذِي ضَالٍ وَيَوْمٌ بِذِي ضَاح
- ليالي أغدو بينهنَّ مرفلاً
- أحبُّ وأعطى حاجتي غير ملحاح
- فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبِسْتُهُ
- وطاعة ُ مهدي كفت قول نصاح
- فَمِالآنَ لا أسْرِي إِلَى أمِّ مَالِكٍ
- بعتبى ولا أصغي إلى قول قرواحِ
- تمثل لي وجه الخليفة دونها
- فقل في حبيبٍ دونهُ أسدُ شاح
- وندمان صدق قد وصلت حديثهُ
- بأزهر مجاجِ المدامة نباح
- إذا فرغت كأس امرئ خر ساجداً
- وصب لنا صفراء في طيب تفاح
- عَلَى ذَاكَ حَتَّى رَدَّنِي عَنْ جَهَالَة ٍ
- وَمَا النَّاسُ إِلاَّ طَالِبُ اللَّهْوَ أوْ صَاح
- وَلولاَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمدٌ
- رَجَعْتُ بأخْرَى مِنْ دُمَى النَّاسِ مِلْوَاح
- لها نصفاتٌ حولها يستلمنها
- كَمَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ النَّوَاسِكُ بالرَّاح
- إِذَا نَظَرتْ حالَتْ بها عيْنُ ناظِرٍ
- وأودت بألبابٍ وألوت بأرواح
- فَقُلْتُ لَها: بان الشَّبابُ فقدْ مضى
- وصاحبني غيظٌ لغيران منباحِ
- لَعلَّكِ أن لاَ تَعْرِفِينِي بِمْثْلِهِا
- هداني أمير المؤمنين بمصباح
- فآلَيْتُ: لا آلُو الخلِيفة طَاعة ً
- ولا أبتغي إذناً على ذات أوشاح
- تركت تجارات المعازف رائحاً
- وأعرضت عن راحٍ وعن قينتي راحِ
المزيد...
العصور الأدبيه