الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ >>
قصائدبشار بن برد
أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ
بشار بن برد
- أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ
- وقد طال العتاب فما انثنيتُ
- أعاذل ما ملكت فأقسريني
- وَمَا اللَّذَّاتُ إِلاَّ مَا اشْتَهَيْتُ
- أطيعك ما عطفت علي براً
- وإن حاولت معصيتي عصيتُ
- أعاذل قد كبرتُ وفي ملهى ً
- وَلَوْ أجْرَيَتُ غَايَتَكِ ارْعَوَيْتُ
- لقد نظر الوشاة إلي شزراً
- وَمِنْ نَظَرِي إِلَيْهَا ما اشتَفَيْتُ
- وقالوا : قد تعرض كي يراها
- وماذا ضرهم مما رأيت
- وَمَا كَلَّفْتُهَا إِلاَّ جَمِيلاً
- ولا عاهدتها إلا وفيتُ
- ويوم ذكرتها في الشرب إني
- إذا عرض الحديث بها اعتديت
- شَرِبْتُ زُجَاجَة ً وَبَكَيْتُ أخْرَى
- فَرَاحُوا مُنْتَشِينَ وَمَا انْتَشَيْتُ
- وَمَا يَخْفَى عَلَى النُّدَمَاءِ أنِّي
- أجيد بها الغناء وإن كنيتُ
- وأتبعت المنى بنجاد "ليتٍ"
- وما يغني عن الطربات "ليتُ"
- وَجَارِيَة ٍ يَسُورُ بِنَا هَوَاهَا
- كَمَا سَارَتْ مُشَعْشَعَة ٌ كُمَيْتُ
- يُزَيِّنُ وَجْهُهَا خَلْقاً عَمِيماً
- وزين وجهها حسب وبيتُ
- إذا قربت شفيت بها سقاما
- على كبدي وإن شحطت بكيتُ
- نسجت لها القريض بماء ودي
- لتلبسه وتشرب ما سقيت
- وَدَسَّتْ فِي الْكِتَابِ إِلَيَّ: إِنِّي
- وقيتك- لو أرى خللاً مضيتُ
- على ما قد علمت جنون أمي
- وأعين إخوتي منذ ارتديتُ
- يَقُولُونَ: انْعَمِي، وَيَرَوْنَ عَاراً
- خُرُوجِي إِنْ رَكِبْتُ وَإِنْ مَشَيْتُ
- وَمِنْ طَرَبِي إِليْك خَشَعْتُ فِيهِمْ
- كَمَا يَتَخَشَّعُ الْفَرَسُ السُّكَيْتُ
- وقد قامت وليدتها تغني
- عَشِيَّة َ جَاءَهَا أنِّي اشْتَكَيْتُ
- تَقُولُ وَدُفُّهَا زَجَلُ النَّوَاحِي
- إذا أمي أبت صلتي أبيتُ
- دَعَانِي مَنْ هَوِيتُ فَلَمْ أجِبْهُ
- وَلَوْ أسْطِيعُ حِينَ دَعَا سَعَيْتُ
- أَلاَ يَا أمَّتَا لا كُنْتِ أمّاً
- أأمنع ما أحب وقد غليتُ
- أمِنْ حَجَرٍ فُؤَادُكِ أَمْ حَدِيدٍ
- وَمَا يَدْرِي الْعَشِيرُ بِمَا دَرَيتُ
- وِمَا تَرْثِينَ لِي مِمَّا ألاَقِي
- وَإِنَّكِ لَوْ عَشِقْتِ إذاً رَثَيْتُ
المزيد...
العصور الأدبيه