الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي >>
قصائدبشار بن برد
أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
بشار بن برد
- أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
- أتَانِي مَنَ الْمَوْتِ الْمُطِلِّ نَصِيبِي
- بنيي على قلبي وعيني كأنَّهُ
- ثَوَى رَهْنَ أحْجَارٍ وجَارَ قَلِيبِ
- كَأني غَرِيبٌ بَعْدَ مَوْتِ «مُحْمَّدٍ»
- ومَا الْمَوْتُ فِينَا بَعْدَهُ بغَرِيبِ
- صبرت على خير الفتوِّ رزئتهُ
- ولولا اتقاء الله طال نحيبي
- لعمري لقد دافعت موت "محمَّد"
- لَوَ انَّ الْمَنَايَا تَرْعَوِي لِطَبِيبِ
- وما جزعي من زائلٍ : عمَّ فجعهُ
- ومن ورد آباري وقصد شعيبي
- فَأصْبَحْتُ أبْدِي لِلْعُيُونِ تَجَلُّداً
- ويا لك من قلبٍ عليه كئيبِ
- يُذَكِّرُنِي نَوْحُ الْحَمَام فِرَاقَهُ
- وإرنان أبكار النساء وثيبِ
- ولي كل يوم عبرة ٌ لا أفيضها
- لأحظى بصبرٍ أو بحطِّ ذنوبِ
- إلى الله أشكو حاجة ً قد تقادمت
- على حدثٍ في القلب غير مريبِ
- دعتهُ المنايا فاستجاب لصوتها
- فللهِ من داعٍ دعا ومجيبِ
- أظَلُّ لأَحْدَاثِ الْمَنُونِ مُرَوَّعاً
- كأنَّ فُؤَادِي فِي جَنَاحِ طَلُوب
- عَجِبْتُ لإِسْرَاعِ الْمَنِيَّة ِ نَحَوَهُ
- ومَا كانَ لَوْ مُلِّيتُهُ بِعَجِيبِ
- رزئتُ بنيي حين أروق عودهُ
- وألْقَى عَلَيَّ الْهَمَّ كلُّ قَرِيبِ
- وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَكُونَ «مُحَمَّدٌ»
- لنا كافياً من فارسٍ وخطيبِ
- وكَانَ كَرَيْحَانِ الْعَروُسِ بَقَاؤُهُ
- ذَوَى بَعْدَ إِشْرَاقِ الْغُصُونِ وَطِيبِ
- أغرُّ طويل الساعدين سميذعٌ
- كَسَيْفِ الْمُحَامِي هُزَّ غَيْرَ كَذُوبِ
- غَدَا سَلَفٌ مِنَّا وَهَجَّرَ رَائِحٌ
- على أثرِ الغادينَ قودَ جنيبِ
- وما نحنُ إلا كالخليط الذي مضى
- فرائس دهرٍ مخطئٍ ومصيب
- نؤمِّلُ عيشاً في حياة ٍ ذميمة ٍ
- أضَرَّتْ بأبْدَانٍ لَنَا وَقُلُوبِ
- ومَا خَيْرُ عَيْشٍ لاَ يَزَالُ مُفجَّعاً
- بموت نعيمٍ أو فراق حبيب
- إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي مُقِيماً وظَاعِناً
- مصارعُ شبَّانٍ لدي وشيبِ
المزيد...
العصور الأدبيه