الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ومضطغين على الألباب قاس >>
قصائدبديع الزمان الهمذاني
- ومضطغين على الألباب قاس
- يرى ويقول بالرأي القديم
- يحدِّث عن أب فأب مجوس
- إلى هابيل كالليل البهيم
- أبوه أخوه وهو أخو بنيه
- ولا السيران قدّا من أديم
- له في النور والظلمات عقد
- بطيء الحل ممنوع الأديم
- تخير من أديم الحزن أرضاً
- عذاة الترب طيبة الأروم
- وعرَّش فوقنا فالطرف فيها
- يسير على صراط مستقيمم
- وحصّنها بعيدان طوال
- وزينها بقضبان الكروم
- وحاز لها من الأنهار فحلاً
- فاهداها إلى كفؤ كريم
- فأولدها بنين ولم تخنه
- ورُبَّتَ لائم فيها مليم
- وأقبل ربها يسعى إليها
- وفض الختم عن صافي الحُمَيّا
- فأبصر غِلمة كالصبح بيضاً
- لهن وغلمة مثل الصريم
- فصعر خده غضباً عليها
- وزناها ببهتان عظيم
- وقال أغلمه سود وبيض
- لفحل واحد يا للزنيم
- أجابته الكروم وقلن كلا
- ولكن صنع ذي العرش العظيم
- قضى بسواد ذاو بياض هذا
- كما ولد الصبيح من الدميم
- فقال جزى العواهر ما جزاها
- وسمن كل جانيه ظلوم
- ألم ترضين أن تزنين حتى
- تماريتن في علم النجوم
- وجرّد مدية كاماء ابقيت
- على أوداجها أثر الكلوم
- فما ارعى على أم ثكول
- ولا أبقى على ولد يتيم
- وجاء بهن أمثال السبايا
- على لونين من حبش وروم
- فداس بطونهن بِرَكْل علج
- أشق كظل شيطان رجيم
- فسالت بالدم الأنهار حتى
- تركن القاع أحمر كالأديم
- ولما أن قضى الأوطار منها
- وميزت الدماء من اللحوم
- أشار بحبسها لتزيد غماً
- على ما حملته من الغموم
- فأودعها من المغشى سموماً
- تطابق تحت أعراق النجوم
- فوافاها من النجدين شيخ
- ترى ما لا ترى عين النديم
- فقص عليه قصة ما أجابت
- وقال ولم تدعها كالهشيم
- حلفت لنشربن دم الزواني
- وننتصرنّ للدين القديم
- ورد الطين في داني النسيم
- ولما ذاقها والطعم مر
- وقوس الظهر ظاهرة الوضوم
- أعادت سِنه جَذَعاً وردت
- ضراءة ذلك العظم الرميم
- وجازته عن السوءَى بحسنى
- فيا للَّه للطبع الكريم
- وفتيان كمجتمع الثريا
- على طرف من العيش الرخيم
- يساقهم من الفتيان أحوى غضيض
- الطرف كشح هضيم
- تنادوا للمدام وعنفوني
- وقالوا هاك حظك من نعيم
- فقلت أخاف عقباها ولكن
- أشيعكم إلى باب الجحيم
المزيد...
العصور الأدبيه