الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كذا من شام بارقة العذاب >>
قصائدبديع الزمان الهمذاني
- كذا من شام بارقة العذاب
- ومنته المنى رشف الرضاب
- يلاقي الدهر مصفر الحواشي
- ويرعى العيش مغبر الجناب
- أأن قدح الصبا في الأفق نارا
- تركت الجفن مخضلَّ السحاب
- أأن سجع الحمام طربت وجدا
- وعادتك العوائد من رَباب
- أوجداً سرع هذا واكتئابا
- حلفت لتوكلَن بغير نابِ
- ألم أنذرك عن طلب الصبايا
- ألم أخبرك عن نكد التصابي
- حياءك يا حمام وبعضَ هذا
- لعل جميع ما بك بعض ما بي
- فقدت حمامة وفقدتُ ليلى
- وأسود مثل خافية الغُرابِ
- أليس الشيب أغزاني جيوشاً
- فآبت بالسبايا من شبابي
- أليس الدهر غبر في عذاري
- بوفديه وذلك من مُصابي
- فعللني بأعذب من شرابِ
- وأخلفني بأكذب من سرابِ
- وقاريّ القميص له ذماء
- تقطع دونه مهج الضَّبابِ
- حذاريّ الجناح أرقت ميه
- لغير حزازة ولغير عابِ
- ولما أسمع القاضي نداء
- وأعجلني المثول عن الجوابِ
- حباني من قريضك عقد در
- وأسمعني به فصل الخطابِ
- نسيباً لو تجسد مجتناه
- لضمن حلية صدر الكعاب
- ومدحاً لو يصيب على المساوي
- لعدن مساعياً وشك انقلاب
- ولفظاً كنت أحسبه شروداً
- تحول دونه عصم الهضاب
- ومعنى كنت أعهده نفوراً
- عن الألباب أحذر من غُرابِ
- قواف تستطاب إذا أعيد ت
- وحسبك من معاد مُستطابِ
- وليت نشيدها وجلوت منها
- على الأسماعِ أبكار النقابِ
- وظلت أذوب في يدها اهتزازا
- وكدت أشق من طرب ثيابي
- وصرت إذا سردت البيت منها
- لفرطِ العجب أخرج من إهابي
- فظنك في سواي وتلك حالي
- ووهمك في الجميع وذاك دابي
- وكُلفت الجواب فقلت غُنم
- لعمر أبيك لم يك في حسابي
- ولو لا ما أؤكد من ذمام
- يقل له نشاطي وانتدابي
- أخا العشرين أنت من المعالي
- بمنزلة الحسام من القراب
- تراضعنا معاً ثدي الليالي
- وذلك بيننا رحم انتساب
- فرأيك في مطالبتي إذا ما
- نشطت فإنه عين الصواب
المزيد...
العصور الأدبيه