الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> سماء الدجى ما هذه الحق النجل >>
قصائدبديع الزمان الهمذاني
- سماء الدجى ما هذه الحق النجل
- أصدر الدجى حالٍ وجيد الضحى عطل
- لك الله من عزم أجوب جيوبه
- كأني في أجفان عين الردى كحل
- كأن الدجى نقع وفي الجو حومة
- كواكبها جند طوائرها رسل
- كأن مطايانا سماء كأننا
- نجوم على أقتابها برجها الرحل
- كأن القرى سكرى ولا سكر بالقرى
- كأن الربا ثكلى وما بالرا ثكل
- كأن الفلا زاد كأن السرى أكل
- كأنا لها شرب كان المنى نقل
- كأن الفلا نادٍ به
- عليه الثرى فرش حشيته الرمل
- كأن الربا كوم كأن هزالها
- لكثرة ما يغتالها الخف والنعل
- كأن الذي تنقى الحوافر في الثرى
- خطوطٌ مساميرُ النعال لها شكل
- كأنا جياع والمطي لنا فم
- كأن افلا زاد كأن السرى أكل
- كأن بصدر العيس حقداً على الثرى
- فمن يدها خبط ومن رجلها نكل
- كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع
- وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل
- كأنا على أرجوحة من مسيرنا
- لغورٍ بها نهوي ونجدٍ بها نعلو
- كأنا على سير السواني مسافة
- لمجة تمضي ومجهلة تتلو
- كأن الدجى جفن كأن نجومه
- على ظهره حليٌ كأنا له نصل
- كأن بني غبراء حين لقيتهم
- ذئاب كأني بين أنيابهم سخل
- كأن أبانا أودع الملك الذي
- قصدناه كنزاً لم يسع ردَّه مطل
- كأن يدي في الطرس غواص لجة
- بها كلمي درّ بها قيمتي تغلو
- كأن فمي قوس لساني له يد
- مدحي له نزع به أملي نبل
- كأن دواتي مطفل حبشية
- بناتي لها بعل ونفسي لها نسل
- كأن بنيها عكس أبناء عصرنا
- فإن يُرضَعوا يبكوا وإن يفطموا يسلوا
- وإن ضربت أعناقهم عاش ميتهم
- فقتلهم أن لا يعمهم القتل
- كأن ألهمت فضل الذي باسمه جرت
- فسارت وما غير الرؤوس لها رجل
- كأن الأمير اختصها فاعتلت به
- معارجُ أسبابُ السماء لها سفل
- وإلا فما بالُ الملوك نراهمُ
- عبيد قناة لا تمر ولا تحلو
- ألا عَتَبتْ جُمْل وبيني وبينها
- من البيد عذرٌ لو به علمت جمل
- تعجب من شكواي دهري كأنني
- شكَوت لما لم يشكه الناس من قبل
- يذكرني قرب العراق وديعة
- لدى اللَّه لا يسليه مال ولا أهل
- حنته النوى عني وأضنته غيبي
- وعهدي به كالليث جؤجؤه عبل
- إذا ورد الحجاج لا قى رفاقهم
- بفوّارتي دمع هما السجل والنجل
- يسائلهم أين ابنه كيف حاله
- إلام لِمْ لَمْ يعد هل له شغل
- أضاقت به حال أطالت له يد
- أأخّره نقص أقدَّمه فضل
- أفيصوا عن الفرع الذي أنا أصله
- وما بال فرع ليس يحضره الأصل
- يقولون وافى حضرة الملك الذي
- له الكنف المأمول والنائل الجزل
- فَقِيدَ له طِرف وحُلّت له حبي
- وخير له قصر ودرَّ له نزل
- وفاضت عليه مطرة خلفية
- بها للغوادي عن ولا يتها عزل
- يذكرهم باللَّه ألاّ صدقتم
- لديّ أجدُّ ما تقولون أم هزل
- فدى لك ما أبناء دهرك من غدا
- ولا قوله علم ولا فعله عدل
- طوينا للقياك الملوك وإنما
- بمثلك عن أمثالهم مثلنا يسلو
- ولما بلوناكم تلونا مديحكم
- فيا طيب ما نبلو ويا صدق ما نتلو
- ويا ملكاً أدنى مناقبه العلى
- وأيسر ما فيه السماحة والبذل
- هو البدر إلا أنه البحر زاخراً
- سوى أنه الضرغام لكنه وبل
- محاسن يبديها العيان كما ترى
- وإن نحن حدثنا بها دفع العقل
- فقولا لِوَسّام المكارم باسمه
- ليهنك إذ لم تبق مكرمة غفل
- وجاراك أفراد الملوك إلى العلى
- فحقاً لقد أعجزتهم ولك الخصل
- سما بك من عمرو بن يعقوب محتد
- كذا الأصل مخفوراً به وكذا النسل
المزيد...
العصور الأدبيه