الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا >>
قصائدالواواء الدمشقي
لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا
الواواء الدمشقي
- لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا
- كسيتْ معالمها الهوى وَعرينا
- دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ
- حَرَكَاتُهُنَّ مِنَ الغَرَامِ سُكُونَا
- أيقظتُ فيها كلَّ وجدٍ هاجعٍ
- بِيَدِ السُّهَادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا
- وَجَرَتْ رِكَابُ البَيْنِ فيها بالجَوى
- فَتَخَالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا
- لوْ كُنْتُ أَعْرِفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ
- مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا
- لاَ طُلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلاَلِها
- ما لمْ يكنْ بفنائها يغنينا
- واهاً لأيامِ الربيباتش التي
- فيها نحلُّ نوى ً وَ نعقدُ لينا
- أفلتْ كواكبُ صبوتي بأفولها
- فلوَ أنّض أياماً بقينَ بقينا
- سهلنَ وعرَ الوجدِ في طرقِ الهوى
- وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزَاءِ مَصُونا
- دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ فيها آخِذٌ
- بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا
- كَتَبَتْ بِأَقْلاَمِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً
- تقرا بأفواهِ الجفونِ خفينا
- فكأنني وَحبيبُ قلبي منشدٌ :
- «يَا رَبْعَ خَوْلَة َ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا»
- تاللهِ لوْ أنسيتُ في سنة ِ الكرى
- شَوْقي إلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا
- وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسْنَانِ الحَشى
- عَمَّا يُبينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا
- أضحى يقينُ الصبرِ بينَ ضلوعهِ
- شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا
- حتى تطلعَ قلبهُ منْ صدرهِ
- جزعاً وَأظهرَ سرهُ المكنونا
- لَعِبَتْ بِهِ أَيْدِي البِلَى في مَلْعَبٍ
- لوْ أننا متنا بهِ لحيين
- عَلِقَ الهَوَى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعَايَة ٍ
- ما زالَ في ولعِ السلوَّ ركينا
- صالَ الزمانُ بهِ على َ أحداثهِ
- حتى كأنَّ لهُ عليهِ ديونا
- تفنى مدامعنا وَما نفنى بها
- فكأنها سخطتْ لما يرضينا
- مترسماتٍ بالرسومِ تخالُ في
- ألوانها مما بنا تلوينا
- حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ «لأَحْمَدَ» عَنْوَة ً
- أنْ لاَ يزالَ على َ الخطوبِ معينا
- حرمٌ لغاشية ِ الندى لوْ لمْ يكنْ
- تغشى يداهُ بالسؤالِ غشينا
- كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ
- أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا
- قدْ أورقتْ منهُ الظنونُ وَ أثمرتْ
- نيلاً يظلُّ الكُّ فيهِ يقينا
- طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنَى طُلاَّبِها
- فوقفنَ مما قدْ وقفنَ وجينا
- يهتزُّ للجدوى اهتزازَ مهندٍ
- أبلتْ مضاربهُ الغداة َ جفونا
- تُثْنَى إلَيْهِ أَعِنَّة ُ الرَّوْعِ الَّذِي
- يَدَعُ الجَوَادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينَا
- خطبَ السيوفَ منَ الحتوفِ ولمْ يكنْ
- بمهورهنَّ على البقاءِ ضنينا
- وَكذَاكَ أَطْرَافُ القَنَا مِنْ طَعْنِهِ
- تَرَكَتْ لأَوْرَاقِ الصُّخُورِ غُصُونا
- كالشَّمْسِ حُسْناً والحُسَامِ خُشُونَة ً
- وَالمزنِ جوداً وَالأراكة ِ لينا
- يا مسقماً بالبذلِ صحة َ مالهِ
- فِينا وَهَادِمَهُ بِما يَبْنِينا
- أسرجتَ في داجي الوغى لبني العدا
- سرجاً بكفكَ في النحورِ طعينا
- وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ
- جعلَ الثريا في ثراهُ كمينا
- لاَ باتَ بأسكَ تحتَ أشراكِ الوغى
- أَبَداً لِحُزْنِ الحَادِثَاتِ حَزِينا
- أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرَقَ الغِنَى
- وَدفعتَ عني باليقينِ ظنونا
- وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزَائِمي
- وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزَاءِ فيكَ قَرِينا
- وَكسوتني وَالمكرماتُ تقولُ لي :
- افْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا
- مِنْ كُلِّ سَافِرَة ِ الطِّرَازِ كأَنَّها
- تَصِفُ المَكَارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا
- لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَوَاكباً
- أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا
- وَكأنما الآمالُ عنكَ تفرعتْ
- فينا فما يطلبنَ غيركَ فينا
- فاسلمْ فإنكَ ما سلمتَ منَ الردى
- وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَيَاة ِ سُقِينا
المزيد...
العصور الأدبيه