الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ >>
قصائدالواواء الدمشقي
- بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ
- يَا مَنْ بِحُرْمَة ِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ
- أسلمتني للوجدِ في دارِ الأسى
- لما سلمتَ وَخلتَ أني أسلمُ
- كمْ قدْ شرقتُ بماءِ ذكركَ مرة ً
- فنسيتُ منْ ذكرِ الهوى ما أفهمُ
- يا دَارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً
- فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكَلَّمُ
- ها نحنُ أبناءُ الغرامِ وَهذهِ
- أَجْسَامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ
- وَكأنما اشتملتْ رداءً منْ بلى ً
- وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي مُعْلَمُ
- وَكَأَنَّ وَشْيَ رُبَاكِ يَا دَارَ الهَوَى
- مِنْ عَبْرَتِي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ
- تَالله لا عَلِمَ السُّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ
- أَنَا في هَوَاهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ
- وَحياة ِ ما أبقى الهوى منْ مهجتي
- لاَ قُلْتُ: إنِّي في هَواهُ مُسَلِّمُ
- لوْ بينَ أجفاني تجافاهُ الكرى
- مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ
- يا نَازِحاً لَعِبَ القِلَى بِعُهُودِهِ
- مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ
- لِي والهَوَى مَا بَيْنَ أَجْنِحَة ِ الكَرى
- ليلانِ نومهما عليَّ محرمُ
- مَا اللَّيْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوِي الهَوى
- لكِنْ بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ
- واهاً لأيامي التي في ظلها
- ظلتْ صروفُ الدهرِ فينا تحكمُ
- أَيَّامَ أَيْقَظَنا الهَوَى لِمَوَاقِفٍ
- فيها عيونُ الدهرش عنا نومُ
- حالت وَما حلنا لها عنْ حالها
- فكانها بشقائنا تتنعمُ
- ثمَّ انثنتْ تثني إلينا عطفها
- فكأنهُ منْ ظلمها يتظلمُ
- فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذَكْرِ تَفَرُّقٍ
- فکبْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِرَاقِ لَهُ الدَّمُ
- قالتْ، وَقَدْ شَرِبتْ مُدَامَ جُفُونِها
- وَلسانها منها فصيحٌ أعجمُ :
- يا ناعياً روحي إليَّ ببينهِ
- بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ
- أشغلتَ قلبكَ بالغرامِ عنش الذي
- في كلَّ عضوٍ منهُ قلبٌ مغرمُ
- جهدُ الشكاية ِ أنَّ ألسننا بها
- خرستْ وَأنَّ جفوننا تتكلمُ
- لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوَى
- يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لاَ يُكْتَمُ
المزيد...
العصور الأدبيه