الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> ما للمروج الخضر والحدائق >>
قصائدالمتنبي
ما للمروج الخضر والحدائق
المتنبي
- ما للمُرُوجِ الخُضْرِ والحَدائِقِ
- يَشكُو خَلاها كَثرَةَ العَوائِقِ
- أقامَ فيها الثّلجُ كالمُرافِقِ
- يَعقِدُ فَوْقَ السّنّ ريقَ الباصِقِ
- ثمّ مَضَى لا عادَ مِنْ مُفارِقِ
- بقائِدٍ مِنْ ذَوْبِهِ وسائِقِ
- كأنّما الطّخرُورُ باغي آبِقِ
- يأكُلُ من نَبْتٍ قَصيرٍ لاصِقِ
- كَقَشْرِكَ الحِبرَ عَنِ المَهارِقِ
- أرودُهُ مِنْهُ بكَالشُّوذانِقِ
- بمُطْلَقِ اليُمْنى طَويلِ الفائِقِ
- عَبْلِ الشَّوَى مُقارِبِ المَرَافِقِ
- رَحْبِ اللَّبانِ نَائِهِ الطّرائِقِ
- ذي مَنخِرٍ رَحْبٍ وإطلٍ لاحِقِ
- مُحَجَّلٍ نَهْدٍ كُمَيْتٍ زاهِقِ
- شادِخَةٍ غُرّتُهُ كالشّارِقِ
- كأنّها مِنْ لَوْنِهِ في بارِقِ
- باقٍ على البَوْغاءِ والشّقائِقِ
- والأبْرَدَينِ والهَجِيرِ المَاحِقِ
- للفارِسِ الرّاكِضِ منهُ الواثِقِ
- خَوْفُ الجَبَانِ في فُؤادِ العاشِقِ
- كأنّهُ في رَيْدِ طَوْدٍ شاهِقِ
- يَشأى إلى المِسمَعِ صَوْتَ النّاطقِ
- لوْ سابَقَ الشّمسَ من المَشارِقِ
- جاءَ إلى الغَرْبِ مَجيءَ السّابِقِ
- يَتْرُكُ في حِجارَةِ الأبارِقِ
- آثَارَ قَلْعِ الحَلْيِ في المَناطِقِ
- مَشْياً وإنْ يَعْدُ فكالخَنادِقِ
- لَوْ أُورِدَتْ غِبَّ سَحابٍ صادِقِ
- لأحْسَبَتْ خَوامِسَ الأيانِقِ
- إذا اللّجامُ جاءَهُ لطارِقِ
- شَحَا لَهُ شَحْوَ الغُرابِ النّاعِقِ
- كأنّما الجِلْدُ لعُرْيِ النّاهِقِ
- مُنْحَدِرٌ عَنْ سِيَتيْ جُلاهِقِ
- بَزّ المَذاكي وهْوَ في العَقائِقِ
- وزادَ في السّاقِ على النَّقانِقِ
- وزادَ في الوَقْعِ على الصّواعِقِ
- وزادَ في الأُذْنِ على الخَرانِقِ
- وزادَ في الحِذْرِ على العَقاعِقِ
- يُمَيّزُ الهَزْلَ مِنَ الحَقائِقِ
- وَيُنْذِرُ الرَّكْبَ بِكُلِّ سَارِقِ
- يُرِيكَ خُرْقاً وَهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ
- يَحُكّ أنّى شَاءَ حَكَّ الباشِقِ
- قُوبِلَ مِنْ آفِقَةٍ وآفِقِ
- بَينَ عِتاقِ الخَيْلِ والعَتائِقِ
- فعُنْقُهُ يُرْبي على البَواسِقِ
- وحَلْقُهُ يُمْكِنُ فِتْرَ الخانِقِ
- أُعِدُّهُ للطّعنِ في الفَيالِقِ
- والضّرْبِ في الأوْجُهِ والمَفارِقِ
- والسّيرِ في ظِلّ اللّواءِ الخَافِقِ
- يحمِلُني والنّصْلُ ذو السّفاسِقِ
- يَقطُرُ في كُمّي إلى البَنائِقِ
- لا ألحَظُ الدّنْيا بعَيْنيْ وامِقِ
- ولا أُبالي قِلّةَ المُوافِقِ
- أيْ كَبْتَ كُلّ حاسِدٍ مُنافِقِ
- أنْتَ لَنا وكُلُّنا للخالِقِ
المزيد...
العصور الأدبيه