الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد >>
قصائدالمتنبي
ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد
المتنبي
- ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ
- حتى أكونَ بِلا قَلْبٍ ولا كَبِدِ
- ولا الدّيارُ التي كانَ الحَبيبُ بهَا
- تَشْكُو إليّ ولا أشكُو إلى أحَدِ
- ما زالَ كُلّ هَزيمِ الوَدْقِ يُنحِلُها
- والسّقمُ يُنحِلُني حتى حكتْ جسدي
- وكلّما فاضَ دمعي غاض مُصْطَبري
- كأنْ ما سالَ من جَفنيّ من جَلَدي
- فأينَ من زَفَرَاتي مَنْ كَلِفْتُ بهِ
- وأينَ منكَ ابنَ يحيَى صَوْلَةُ الأسَدِ
- لمّا وزَنْتُ بكَ الدّنْيا فَمِلْتَ بهَا
- وبالوَرَى قَلّ عِندي كثرَةُ العَدَدِ
- ما دارَ في خَلَدِ الأيّام لي فَرَحٌ
- أبا عُبادَةَ حتى دُرْتَ في خَلَدي
- مَلْكٌ إذا امْتَلأتْ مَالاً خَزائِنُهُ
- أذاقَهَا طَعْمَ ثُكْلِ الأمّ للوَلَدِ
- ماضي الجَنانِ يُريهِ الحَزْمُ قَبلَ غَدٍ
- بقَلبِهِ ما تَرَى عَيناهُ بَعْدَ غَدِ
- ما ذا البَهاءُ ولا ذا النّورُ من بَشَرٍ
- ولا السّماحُ الذي فيهِ سَماحُ يَدِ
- أيّ الأكُفّ تُباري الغَيثَ ما اتّفَقَا
- حتى إذا افْتَرَقَا عادَتْ ولمْ يَعُدِ
- قد كنتُ أحْسَبُ أنّ المجدَ من مُضَرٍ
- حتى تَبَحْتَرَ فَهوَ اليومَ مِن أُدَدِ
- قَوْمٌ إذا أمْطَرَتْ مَوْتاً سُيُوفُهُمُ
- حَسِبْتَها سُحُباً جادَتْ على بَلَدِ
- لم أُجْرِ غايَةَ فكري منكَ في صِفَةٍ
- إلاّ وَجَدْتُ مَداها غايةَ الأبدِ
المزيد...
العصور الأدبيه