الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> لا افتخار إلا لمن لا يضام >>
قصائدالمتنبي
لا افتخار إلا لمن لا يضام
المتنبي
- لا افْتِخارٌ إلاّ لمَنْ لا يُضامُ
- مُدْرِكٍ أوْ مُحارِبٍ لا يَنَامُ
- لَيسَ عَزْماً مَا مَرّضَ المَرْءُ فيهِ
- لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عنهُ الظّلامُ
- واحتِمالُ الأذَى ورُؤيَةُ جانِيـ
- ـهِ غِذاءٌ تَضْوَى بهِ الأجسامُ
- ذَلّ مَنْ يَغْبِطُ الذّليل بعَيشٍ
- رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ
- كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ
- حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ
- مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ
- ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ
- ضاقَ ذَرْعاً بأنْ أضيقَ بهِ ذَرْ
- عاً زَماني واستَكرَمَتْنِي الكِرامُ
- واقِفاً تحتَ أخمَصَيْ قَدْرِ نَفسي
- واقِفاً تحتَ أخْمَصَيّ الأنَامُ
- أقَراراً ألَذُّ فَوْقَ شَرارٍ
- ومَراماً أبْغي وظُلْمي يُرامُ
- دونَ أنْ يَشرَقَ الحِجازُ ونَجْدٌ
- والعِراقانِ بالقَنَا والشّامُ
- شَرَقَ الجَوِّ بالغُبَارِ إذا سَا
- رَ عَليُّ بنُ أحْمَدَ القَمْقامُ
- الأديبُ المُهَذَّبُ الأصْيَدُ الضّرْ
- بُ الذّكيُّ الجَعدُ السّرِيُّ الهُمامُ
- والذي رَيْبُ دَهْرِهِ مِنْ أسَارَا
- هُ ومِنْ حاسدي يَدَيْهِ الغَمامُ
- يَتَداوَى مِنْ كَثْرَةِ المَالِ بالإقْـ
- ـلالِ جُوداً كأنّ مَالاً سَقَامُ
- حَسَنٌ في عُيُونِ أعْدائِهِ أقْـ
- ـبَحُ من ضيْفِهِ رأتْهُ السَّوامُ
- لوْ حَمَى سَيّداً منَ المَوتِ حامٍ
- لَحَماهُ الإجْلالُ والإعْظامُ
- وعَوارٍ لَوامِعٌ دِينُهَا الحِـ
- ـلُّ ولَكِنّ زِيَّها الإحْرامُ
- كُتبَتْ في صَحائِفِ المَجْدِ: بِسْمٌ
- ثمَّ قَيسٌ وبعدَ قَيسَ السّلامُ
- إنّما مُرّةُ بنُ عَوْفِ بنِ سَعْدٍ
- جَمَراتٌ لا تَشْتَهيها النَّعامُ
- لَيلُها صُبْحُها مِنَ النّارِ والإصْـ
- ـبَاحُ لَيْلٌ منَ الدّخانِ تِمامُ
- هِمَمٌ بَلّغَتْكُمُ رُتَبَاتٍ
- قَصُرَتْ عَنْ بُلُوغِها الأوْهامُ
- ونُفُوسٌ إذا انْبَرَتْ لِقِتَالٍ
- نَفِدَتْ قَبْلَ يَنْفَدُ الإقْدامُ
- وقُلُوبٌ مُوَطَّناتٌ على الرّوْ
- عِ كأنّ اقْتِحامَهَا استِسْلامُ
- قائِدو كُلّ شَطْبَةٍ وحِصانٍ
- قَدْ بَراها الإسْراجُ والإلجامُ
- يَتَعَثّرْنَ بالرّؤوسِ كَما مَرّ
- بتاءاتِ نُطْقِهِ التَّمتَامُ
- طالَ غشْيانُكَ الكَريهَةَ حتى
- قالَ فيكَ الذي أقُولُ الحُسَامُ
- وكَفَتْكَ الصّفائِحُ النّاسَ حتى
- قد كَفَتْكَ الصّفائحَ الأقْلامُ
- وكَفَتْكَ التّجارِبُ الفِكْرَ حتى
- قَدْ كَفاكَ التّجارِبَ الإلْهَامُ
- فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ للفَخْـ
- ـرِ بقَتْلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ
- نائِلٌ منكَ نَظْرَةً ساقَهُ الفَقْـ
- ـرُ عَلَيْهِ لفَقْرِهِ إنْعَامُ
- خَيْرُ أعضائِنا الرّؤوسُ ولَكِنْ
- فَضَلَتْها بقَصْدِكَ الأقْدامُ
- قَد لَعَمري أقْصَرْتُ عَنكَ وللوَفـ
- ـدِ ازْدِحامٌ وللعَطايا ازْدِحامُ
- خِفْتُ إن صرْتُ في يَمينِكَ أن تأ
- خُذَني في هِباتِكَ الأقوامُ
- ومنَ الرُّشْدِ لم أزُرْكَ على القُرْ
- بِ، على البُعدِ يُعرَفُ الإلمامُ
- ومِنَ الخَيرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عني
- أسرَعُ السُّحْبِ في المَسيرِ الجَهامُ
- قُلْ فَكَمْ مِنْ جَواهرٍ بنِظامٍ
- وُدُّها أنّها بفيكَ كَلامُ
- هابَكَ اللّيْلُ والنّهارُ فَلَوْ تَنْـ
- ـهاهُما لم تَجُزْ بكَ الأيّامُ
- حَسْبُكَ الله ما تَضِلّ عَنِ الحَـ
- ـقّ ولا يَهْتَدي إلَيكَ أثَامُ
- لِمَ لا تَحْذَرُ العَواقِبَ في غَيْـ
- ـرِ الدّنَايا، أمَا عَلَيْكَ حَرامُ
- كَمْ حَبيبٍ لا عُذْرَ لِلّوْمِ فيهِ
- لَكَ فيهِ مِنَ التُّقَى لُوّامُ
- رَفَعَتْ قَدْرَكَ النّزاهَةُ عَنْهُ
- وثَنَتْ قَلْبَكَ المَساعي الجِسامُ
- إنّ بَعضاً مِنَ القَرِيضِ هُذاءٌ
- لَيسَ شَيئاً وبَعضَهُ أحْكامُ
- مِنْهُ ما يَجْلُبُ البَراعَةُ والفَضْـ
- ـلُ ومِنْهُ ما يَجْلُبُ البِرْسامُ
المزيد...
العصور الأدبيه