الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> كفرندي فرند سيفي الجراز >>
قصائدالمتنبي
كفرندي فرند سيفي الجراز
المتنبي
- كَفِرِندي فِرِنْدُ سَيْفي الجُرازِ
- لَذّةُ العَينِ عُدّةٌ للبِرازِ
- تَحْسَبُ الماءَ خَطّ في لَهَبِ النّا
- رِ أدَقَّ الخُطوطِ في الأحرازِ
- كُلّما رُمتَ لَوْنَهُ مَنَعَ النّا
- ظِرَ مَوْجٌ كأنّهُ مِنكَ هازي
- ودَقيقٌ قَذَى الهَباء أنيقٌ
- مُتَوالٍ في مُسْتَوٍ هَزْهازِ
- وَرَدَ الماءَ فالجَوانِبُ قَدْراً
- شَربَتْ والتي تَليها جَوازي
- حَمَلَتْهُ حَمَائِلُ الدّهر حتى
- هيَ مُحتاجَةٌ إلى خَرّاز
- وهْوَ لا تَلْحَقُ الدّماءُ غِرارَيْـ
- ـهِ ولا عِرْضَ مُنتَضيه المَخازي
- يا مُزيلَ الظّلام عَنّي ورَوْضي
- يَوْمَ شُرْبي ومَعقِلي في البَرازِ
- واليَمانيْ الذي لو اسطَعْتُ كانتْ
- مُقْلَتي غِمْدَهُ مِنَ الإعزَازِ
- إنّ بَرْقي إذا بَرَقْتَ فَعَالي
- وصَليلي إذا صَلَلْتَ ارْتِجازي
- لم أُحَمَّلْكَ مُعْلَماً هَكَذا إلا
- لِضَرْبِ الرّقاب والأجْوازِ
- ولِقَطْعي بكَ الحَديدَ عَلَيْها
- فكِلانَا لجِنْسِهِ اليَوْمَ غازِ
- سَلّهُ الرّكْضُ بعدَ وَهْنٍ بنَجدٍ
- فتَصَدّى للغَيثِ أهْلُ الحِجازِ
- وتَمَنّيْتُ مِثْلَهُ فكَأنّي
- طالبٌ لابنِ صالحٍ مَن يُؤازي
- لَيسَ كلُّ السّراةِ بالرّوذَبَاريِّ
- ولا كُلُّ ما يَطيرُ بِبازِ
- فارسيٌّ لَهُ منَ المَجد تاجٌ
- كانَ مِنْ جَوْهَرٍ على أبْرَوازِ
- نَفْسُهُ فَوْقَ كلّ أصْلٍ شَريفٍ
- ولَوَانّي لَهُ إلى الشّمس عازِ
- شَغَلَتْ قَلْبَهُ حِسانُ المَعالي
- عَنْ حِسانِ الوُجوهِ والأعجازِ
- وكأنّ الفَريدَ والدُّرَّ واليا
- قوتَ مِنْ لَفظِه وَسَامَ الرِّكازِ
- تَقضَمُ الجَمرَ والحديدَ الأعادي
- دونَهُ قَضْمَ سُكّر الأهْوازِ
- بَلَّغَتْهُ البَلاغَةُ الجَهْدَ بالعَفْـ
- وِ ونالَ الإسْهابَ بالإيجازِ
- حامِلُ الحَرْبِ والدّياتِ عنِ القَوْ
- مِ وثِقْلِ الدّيونِ والإعْوازِ
- كيفَ لا يَشتَكي وكيفَ تَشَكّوْا
- وبهِ لا بمَنْ شَكاها المَرازِي
- أيّها الواسِعُ الفِناءِ وما فيـ
- ـهِ مَبيتٌ لِمالِكَ المُجْتازِ
- بكَ أضْحَى شَبَا الأسنّةِ عندي
- كَشَبَا أسْوُقِ الجَرادِ النّوازِي
- وانْثَنَى عَنّيَ الرُّدَيْنيُّ حتى
- دارَ دَوْرَ الحُروفِ في هَوّازِ
- وبآبائِكَ الكِرامِ التّأسّي
- والتّسَلّي عَمّنْ مضَى والتّعازِي
- ترَكوا الأرْضَ بَعدَما ذَلّلُوها
- ومَشَتْ تَحتَهُمْ بلا مِهْمازِ
- وأطاعَتْهُمُ الجُيوشُ وهِيبُوا
- فكَلامُ الوَرَى لهُمْ كالنُّحازِ
- وهِجانٍ على هِجانٍ تأيّتْـ
- ـكَ عَديدَ الحُبوبِ في الأقْوازِ
- صَفّها السّيرُ في العَراءِ فكَانَتْ
- فَوْقَ مِثْلِ المُلاءِ مِثْلَ الطّرازِ
- وحكَى في اللّحومِ فِعلَكَ في الوَفْـ
- ـرِ فأوْدَى بالعَنْتَريسِ الكِنازِ
- كُلّما جادَتِ الظّنونُ بوَعْدٍ
- عَنْكَ جادَتْ يَداكَ بالإنجازِ
- مَلِكٌ مُنْشِدُ القَريضِ لَدَيْهِ
- يَضَعُ الثّوْبَ في يَدَيْ بَزّازِ
- ولَنا القَوْلُ وهْوَ أدْرَى بفَحْوا
- هُ وأهْدَى فيهِ إلى الإعْجازِ
- ومِنَ النّاسِ مَن يَجوزُ عَلَيْهِ
- شُعراءٌ كأنّهَا الخازِبَازِ
- ويَرَى أنّهُ البَصيرُ بِهَذا
- وهْوَ في العُمْيِ ضائِعُ العُكّازِ
- كلُّ شِعْرٍ نَظيرُ قائِلِهِ فِيـ
- ـكَ وعَقلُ المُجيزِ عَقلُ المُجازِ
المزيد...
العصور الأدبيه