الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> فهمت الكتاب أبر الكتب >>
قصائدالمتنبي
فهمت الكتاب أبر الكتب
المتنبي
- فَهِمْتُ الكِتابَ أبَرَّ الكُتُبْ
- فَسَمْعاً لأمْرِ أميرِ العَرَبْ
- وَطَوْعاً لَهُ وَابْتِهاجاً بِهِ
- وَإنْ قَصّرَ الفِعْلُ عَمّا وَجَبْ
- وَمَا عَاقَني غَيرُ خَوْفِ الوُشاةِ
- وَإنّ الوِشاياتِ طُرْقُ الكَذِبْ
- وَتَكْثِيرِ قَوْمٍ وَتَقْلِيلِهِمْ
- وَتَقْرِيبِهِمْ بَيْنَنَا وَالخَبَبْ
- وَقَدْ كانَ يَنصُرُهُمْ سَمْعُهُ
- وَيَنْصُرُني قَلْبُهُ وَالحَسَبْ
- وَمَا قُلتُ للبَدْرِ أنتَ اللُّجَينُ
- وَما قُلتُ للشمسِ أنتِ الذّهَبْ
- فيَقْلَقَ منهُ البَعيدُ الأنَاةِ
- وَيَغْضَبَ منهُ البَطيءُ الغَضَبْ
- وَمَا لاقَني بَلَدٌ بَعْدَكُمْ
- وَلا اعتَضْتُ من رَبّ نُعمايَ رَبْ
- وَمَنْ رَكِبَ الثّوْرَ بَعدَ الجَوَا
- دِ أنْكَرَ أظْلافَهُ وَالغَبَبْ
- وَما قِسْتُ كُلَّ مُلُوكِ البِلادِ
- فدَعْ ذِكْرَ بَعضٍ بمَن في حلَبْ
- وَلَوْ كُنْتُ سَمّيْتُهُمْ باسْمِهِ
- لَكانَ الحَديدَ وَكانُوا الخَشَبْ
- أفي الرّأيِ يُشْبَهُ أمْ في السّخَا
- ءِ أمْ في الشّجاعةِ أمْ في الأدبْ
- مُبَارَكُ الاسْمِ أغرُّ اللّقَبْ
- كَرِيمُ الجِرِشَّى شرِيفُ النّسَبْ
- أخُو الحرْبِ يُخدِمُ ممّا سبَى
- قَنَاهُ وَيَخْلَعُ ممّا سَلَبْ
- إذا حازَ مالاً فَقَدْ حازَهُ
- فَتًى لا يُسَرّ بِمَا لا يَهَبْ
- وَإنّي لأُتْبِعُ تَذْكَارَهُ
- صَلاَةَ الإل?هِ وَسَقْيَ السُّحُبْ
- وَأُثْني عَلَيْهِ بِآلائِهِ
- وَأقرُبُ منْهُ نَأى أوْ قَرُبْ
- وَإنْ فارَقَتْنيَ أمْطَارُهُ
- فأكْثَرُ غُدْرَانِهَا ما نَضَبْ
- أيَا سَيفَ رَبّكَ لا خَلْقِهِ
- وَيَا ذا المَكارِمِ لا ذا الشُّطَبْ
- وَأبْعَدَ ذي هِمّةٍ هِمّةً
- وَأعرَفَ ذي رُتْبَةٍ بالرُّتَبْ
- وَأطْعَنَ مَنْ مَسّ خَطّيّةً
- وَأضرَبَ مَنْ بحُسَامِ ضَرَبْ
- بذا اللّفْظِ ناداكَ أهْلُ الثّغُورِ
- فَلَبّيْتَ وَالهَامُ تحتَ القُضُبْ
- وَقَدْ يَئِسُوا مِنْ لَذِيذِ الحَياةِ
- فَعَينٌ تَغُورُ وَقَلْبٌ يَجِبْ
- وَغَرّ الدُّمُسْتُقَ قَوْلُ العُدَا
- ةِ إنّ عَلِيّاً ثَقيلٌ وَصِبْ
- وَقَدْ عَلِمَتْ خَيْلُهُ أنّهُ
- إذا هَمّ وَهْوَ عَليلٌ رَكِبْ
- أتَاهُمْ بأوْسَعَ مِنْ أرْضِهِمْ
- طِوَالِ السّبيبِ قِصَارِ العُسُبْ
- تَغيبُ الشّوَاهِقُ في جَيْشِهِ،
- وَتَبْدُو صِغاراً إذا لم تَغِبْ
- وَلا تَعْبُرُ الرّيحُ في جَوّهِ
- إذا لم تَخَطّ القَنَا أوْ تَثِبْ
- فَغَرّقَ مُدْنَهُمُ بالجُيُوشِ
- وَأخْفَتَ أصْوَاتَهُمْ باللّجَبْ
- فأخْبِثْ بِهِ طالِباً قَتْلَهُمْ
- وَأخْبِثْ بِهِ تارِكاً مَا طَلَبْ
- نَأيْتَ فَقَاتَلَهُمْ باللّقَاءِ
- وَجِئْتَ فَقَاتَلَهُمْ بالهَرَبْ
- وَكَانُوا لَهُ الفَخْرَ لَمّا أتَى
- وَكُنْتَ لَهُ العُذْرَ لمّا ذَهَبْ
- سَبَقْتَ إلَيْهِمْ مَنَايَاهُمُ
- وَمَنْفَعَةُ الغَوْثِ قَبْلَ العَطَبْ
- فَخرّوا لخَالِقِهِمْ سُجّداً
- وَلَوْ لم تُغِثْ سَجَدوا للصُّلُبْ
- وَكم ذُدتَ عَنهُمْ رَدًى بالرّدى
- وَكَشّفْتَ من كُرَبٍ بالكُرَبْ
- وَقَدْ زَعَمُوا أنّهُ إنْ يَعُدْ
- يَعُدْ مَعَهُ المَلِكُ المُعتَصِبْ
- وَيَسْتَنْصِرانِ الذي يَعْبُدانِ
- وَعِنْدَهُما أنّهُ قَدْ صُلِبْ
- ليَدْفَعَ ما نَالَهُ عَنْهُمَا
- فَيَا لَلرّجالِ لهَذا العَجَبْ
- أرَى المُسْلِمِينَ مَعَ المُشْرِكِيـ
- ـنَ إمّا لعَجْزٍ وَإمّا رَهَبْ
- وَأنْتَ مَعَ الله في جانِبٍ
- قَليلُ الرّقادِ كَثيرُ التّعَبْ
- كأنّكَ وَحْدَكَ وَحّدْتَهُ
- وَدانَ البَرِيّةُ بابنٍ وَأبْ
- فَلَيْتَ سُيُوفَكَ في حَاسِدٍ
- إذا ما ظَهَرْتَ عليهمْ كَئِبْ
- وَلَيْتَ شَكاتَكَ في جِسْمِهِ
- وَلَيتَكَ تَجْزِي ببُغْضٍ وَحُبْ
- فَلَوْ كُنتَ تَجزِي بِهِ نِلْتُ منِـ
- ـكَ أضْعَفَ حَظٍّ بأقوَى سَبَبْ
المزيد...
العصور الأدبيه