الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> فدى لك من يقصر عن مداكا >>
قصائدالمتنبي
فدى لك من يقصر عن مداكا
المتنبي
- فِدًى لكَ مَن يُقَصّرُ عَن مَداكا
- فَلا مَلِكٌ إذَنْ إلاّ فَدَاكَا
- وَلَوْ قُلْنا فِدًى لكَ مَن يُساوي
- دَعَوْنَا بالبَقَاءِ لِمَنْ قَلاكَا
- وَآمَنّا فِداءَكَ كُلَّ نَفْسٍ
- وَلَوْ كانَتْ لمَمْلَكَةٍ مِلاكَا
- وَمَنْ يَظَّنُّ نَثْرَ الحَبّ جُوداً
- وَيَنصِبُ تحتَ ما نَثَرَ الشِّباكَا
- وَمَنْ بَلَغَ الحَضِيضَ بهِ كَرَاهُ
- وَإنْ بَلَغَتْ بهِ الحالُ السُّكاكَا
- فَلَوْ كانَتْ قُلُوبُهُمُ صَديقاً
- لَقَدْ كانَتْ خَلائِقُهُمْ عِداكَا
- لأنّكَ مُبْغِضٌ حَسَباً نَحِيفاً
- إذا أبْصَرْتَ دُنْيَاهُ ضِنَاكَا
- أرُوحُ وَقد خَتَمتَ على فُؤادي
- بحُبّكَ أنْ يحِلّ بهِ سِوَاكَا
- وَقَد حَمّلْتَني شُكْراً طَوِيلاً
- ثَقِيلاً لا أُطيقُ بِهِ حَرَاكَا
- أُحاذِرُ أن يَشُقّ عَلى المَطَايَا
- فَلا تَمْشِي بِنَا إلاّ سِواكَا
- لَعَلّ الله يَجْعَلُهُ رَحِيلاً
- يُعِينُ على الإقامَةِ في ذَرَاكَا
- فلوْ أنّي استَطَعتُ خفَضْتُ طرْفي
- فَلَمْ أُبْصِرْ به حتى أرَاكَا
- وَكَيفَ الصّبرُ عَنكَ وَقد كَفَاني
- نَداكَ المُسْتَفيضُ وَما كَفَاكَا
- أتَترُكُني وَعَينُ الشّمسِ نَعلي
- فتَقْطَعَ مَشيَتي فيهَا الشِّرَاكَا
- أرَى أسَفي وَمَا سِرْنا شَديداً
- فكَيفَ إذا غَدا السّيرُ ابترَاكَا
- وَهَذا الشّوْقُ قَبلَ البَينِ سَيفٌ
- وَهَا أنا ما ضُرِبتُ وَقد أحَاكَا
- إذا التّوْديعُ أعرَضَ قالَ قَلبي
- عليكَ الصّمتَ لا صاحَبتَ فاكَا
- وَلَوْلا أنّ أكْثَرَ مَا تَمَنّى
- مُعاوَدَةٌ لَقُلتُ: وَلا مُنَاكَا
- إذا اسْتَشْفَيْتَ مِنْ داءٍ بِداءٍ
- فأقتَلُ مَا أعَلّكَ ما شَفَاكَا
- فأستُرُ مِنكَ نَجْوَانَا وَأُخْفي
- هُمُوماً قَد أطَلْتُ لَها العِرَاكَا
- إذا عاصَيْتُهَا كانَتْ شِداداً
- وَإنْ طاوَعْتُها كانَتْ رِكَاكَا
- وَكمْ دونَ الثّوِيّةِ مِنْ حَزِينٍ
- يَقُولُ لَهُ قُدومي ذا بِذاكَا
- وَمِنْ عَذْبِ الرُّضَابِ إذا أنَخْنَا
- يُقَبّلُ رَحْلَ تُرْوَكَ وَالوِرَاكَا
- يُحَرِّمُ أنْ يَمَسّ الطّيبَ بَعدي
- وَقد عَبِقَ العَبِيرُ بِهِ وَصَاكَا
- وَيَمْنَعُ ثَغْرَهُ مِنْ كلّ صَبٍّ
- وَيَمْنَحُهُ البَشَامَةَ وَالأرَاكَا
- يُحَدّثُ مُقْلَتَيْهِ النّوْمُ عَنّي
- فَلَيتَ النّوْمَ حَدّثَ عن نَداكَا
- وَأنّ البُخْتَ لا يُعْرِقْنَ إلاّ
- وَقد أنضَى العُذافِرَةَ اللِّكَاكَا
- وَمَا أرْضَى لمُقْلَتِهِ بِحُلْمٍ
- إذا انْتَبَهَتْ تَوَهَّمَهُ ابتِشاكَا
- وَلا إلاّ بأنْ يُصغي وَأحْكي
- فَلَيْتَكَ لا يُتَيّمُهُ هَوَاكَا
- وكم طَرِبِ المَسامعِ ليس يَدري
- أيَعْجَبُ مِنْ ثَنَائي أمْ عُلاكَا
- وَذاكَ النّشرُ عِرْضُكَ كانَ مِسكاً
- وَهَذا الشّعْرُ فِهْرِي وَالمَداكَا
- فَلا تَحمَدْهُما وَاحْمَدْ هُماماً
- إذا لم يُسْمِ حَامِدُهُ عَنَاكَا
- أغَرَّ لَهُ شَمَائِلُ مِنْ أبِيهِ
- غَداً يَلْقَى بَنُوكَ بهَا أبَاكَا
- وَفي الأحبابِ مُخْتَصٌّ بوَجْدٍ
- وَآخَرُ يَدّعي مَعَهُ اشْتِرَاكَا
- إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدودٍ
- تَبَيّنَ مَنْ بَكَى مِمّنْ تَباكَى
- أذَمّتْ مَكْرُماتُ أبي شُجاعٍ
- لعَيْني مِنْ نَوَايَ عَلى أُلاكَا
- فَزُلْ يا بُعْدُ عَنْ أيدي رِكَابٍ
- لهَا وَقْعُ الأسِنّةِ في حَشَاكَا
- وَأنّى شِئْتِ يا طُرُقي فَكُوني
- أذَاةً أوْ نَجَاةً أوْ هَلاكَا
- فلَوْ سِرْنَا وَفي تِشرِينَ خَمْسٌ
- رأوْني قَبلَ أنْ يَرَوُا السِّماكَا
- يُشَرِّدُ يُمْنُ فَنّاخُسْرَ عَنّي
- قَنَا الأعْداءِ وَالطّعْنَ الدِّرَاكَا
- وَألْبَسُ مِنْ رِضَاهُ في طَريقي
- سِلاحاً يَذعَرُ الأعْداءَ شَاكَا
- وَمَنْ أعتَاضُ منكَ إذا افْتَرَقْنَا
- وَكلُّ النّاسِ زُورٌ ما خَلاكَا
- وَمَا أنَا غَيرُ سَهْمٍ في هَوَاءٍ
- يَعُودُ وَلم يَجِدْ فِيهِ امتِساكَا
- حَيِيٌّ مِنْ إل?هي أنْ يَرَاني
- وَقَد فارَقْتُ دارَكَ وَاصْطَفَاكَا
المزيد...
العصور الأدبيه