الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> عذيري من عذارى من أمور >>
قصائدالمتنبي
عذيري من عذارى من أمور
المتنبي
- عَذيري مِنْ عَذارَى من أُمورِ
- سَكَنّ جَوانحي بَدَلَ الخُدورِ
- ومُبْتَسِماتِ هَيْجاواتِ عصرٍ
- عنِ الأسيافِ لَيسَ عنِ الثّغُورِ
- رَكِبتُ مُشَمِّراً قَدَمي إلَيها
- وكُلَّ عُذافِرٍ قَلِقِ الضُّفُورِ
- أواناً في بُيُوتِ البَدْوِ رَحْلي
- وآوِنَةً عَلى قَتَدِ البَعِيرِ
- أُعَرِّضُ للرّماحِ الصُّمِّ نَحرِي
- وأنْصِبُ حُرّ وَجْهي للهَجيرِ
- وأسري في ظَلامِ اللّيلِ وَحْدي
- كأنّي مِنْهُ في قَمَرٍ مُنِيرِ
- فَقُلْ في حاجةٍ لم أقْضِ مِنها
- على شَغَفي بها شَرْوَى نَقِيرِ
- ونَفْسٍ لا تُجيبُ إلى خَسِيسٍ
- وعَينٍ لا تُدارُ على نَظيرِ
- وكَفٍّ لا تُنازِعُ مَنْ أتَاني
- يُنازِعُني سِوَى شَرَفي وخِيري
- وقِلّةِ ناصِرٍ جُوزِيتَ عني
- بشَرٍّ مِنكَ يا شَرّ الدّهورِ
- عَدُوّي كُلُّ شيءٍ فيكَ حتى
- لخِلْتُ الأُكْمَ مُوغَرَةَ الصُّدورِ
- فلَوْ أنّي حُسِدْتُ عَلى نَفيسٍ
- لجُدْتُ بهِ لِذي الجَدِّ العَثُورِ
- ولكِنّي حُسِدْتُ على حَياتي
- وما خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرُورِ
- فيا ابنَ كَرَوّسٍ يا نِصْفَ أعمى
- وإن تَفخَرْ فيا نِصْفَ البَصيرِ
- تُعادينا لأنّا غَيرُ لُكْنٍ
- وتُبْغِضُنا لأنّا غَيرُ عُورِ
- فلَوْ كنتَ امرأً يُهْجى هَجَوْنا
- ولكِنْ ضاقَ فِتْرٌ عَن مَسيرِ
المزيد...
العصور الأدبيه