الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> عذل العواذل حول قلبي التائه >>
قصائدالمتنبي
عذل العواذل حول قلبي التائه
المتنبي
- عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ
- وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ
- يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ
- وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ
- وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي
- أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ
- إنْ كانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوبَ فإنّهُ
- مَلَكَ الزّمَانَ بأرْضِهِ وَسَمائِهِ
- ألشّمسُ مِنْ حُسّادِهِ وَالنّصْرُ من
- قُرَنَائِهِ وَالسّيفُ مِنْ أسمَائِهِ
- أينَ الثّلاثَةُ مِنْ ثَلاثِ خِلالِهِ
- مِنْ حُسْنِهِ وَإبَائِهِ وَمَضائِهِ
- مَضَتِ الدّهُورُ وَمَا أتَينَ بمِثْلِهِ
- وَلَقَدْ أتَى فَعَجَزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ
- ألقَلْبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بدائِهِ
- وَأحَقُّ مِنْكَ بجَفْنِهِ وبِمَائِهِ
- فَوَمَنْ أُحِبُّ لأعْصِيَنّكَ في الهوَى
- قَسَماً بِهِ وَبحُسْنِهِ وَبَهَائِهِ
- أأُحِبّهُ وَأُحِبّ فيهِ مَلامَةً؟
- إنّ المَلامَةَ فيهِ من أعْدائِهِ
- عَجِبَ الوُشاةُ من اللُّحاةِ وَقوْلِهِمْ
- دَعْ ما نَراكَ ضَعُفْتَ عن إخفائِهِ
- ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ
- وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ
- إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى
- أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ
- مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ
- وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ
- وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى
- مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ
- لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ
- حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ
- إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ
- مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ
- وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ
- للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ
- لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ
- مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه
- وُقِيَ الأميرُ هَوَى العُيُونِ فإنّهُ
- مَا لا يَزُولُ ببَأسِهِ وسَخَائِهِ
- يَسْتَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بنَظْرَةٍ
- وَيَحُولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ
- إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً
- لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ
- فأتَيْتَ مِنْ فَوْقِ الزّمانِ وَتَحْتِهِ
- مُتَصَلْصِلاً وَأمَامِهِ وَوَرائِهِ
- مَنْ للسّيُوفِ بأنْ يكونَ سَمِيَّهَا
- في أصْلِهِ وَفِرِنْدِهِ وَوَفَائِهِ
- طُبِعَ الحَديدُ فكانَ مِنْ أجْنَاسِهِ
- وَعَليٌّ المَطْبُوعُ مِنْ آبَائِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه