الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> عدوك مذموم بكل لسان >>
قصائدالمتنبي
عدوك مذموم بكل لسان
المتنبي
- عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلّ لِسَانِ
- وَلَوْ كانَ مِنْ أعدائِكَ القَمَرَانِ
- وَلله سِرٌّ في عُلاكَ وَإنّمَا
- كَلامُ العِدَى ضَرْبٌ منَ الهَذَيَانِ
- أتَلْتَمِسُ الأعداءُ بَعدَ الذي رَأتْ
- قِيَامَ دَليلٍ أوْ وُضُوحَ بَيَانِ
- رَأتْ كلَّ مَنْ يَنْوِي لكَ الغدرَ يُبتلى
- بغَدْرِ حَيَاةٍ أوْ بغَدْرِ زَمَانِ
- برَغْمِ شَبيبٍ فَارَقَ السّيفُ كَفَّهُ
- وَكانَا على العِلاّتِ يَصْطَحِبانِ
- كأنّ رِقَابَ النّاسِ قالَتْ لسَيْفِهِ
- رَفيقُكَ قَيْسِيٌّ وَأنْتَ يَمَانِ
- فإنْ يَكُ إنْساناً مَضَى لسَبيلِهِ
- فإنّ المَنَايَا غَايَةُ الحَيَوَانِ
- وَمَا كانَ إلاّ النّارَ في كُلّ مَوْضعٍ
- تُثِيرُ غُباراً في مكانِ دُخَانِ
- فَنَالَ حَيَاةً يَشْتَهيها عَدُوُّهُ
- وَمَوْتاً يُشَهّي المَوْتَ كلَّ جَبَانِ
- نَفَى وَقْعَ أطْرَافِ الرّمَاحِ برُمْحِهِ
- وَلم يَخْشَ وَقْعَ النّجمِ وَالدَّبَرَانِ
- وَلم يَدْرِ أنّ المَوْتَ فَوْقَ شَوَاتِهِ
- مُعَارَ جَنَاحٍ مُحسِنَ الطّيَرَانِ
- وَقَدْ قَتَلَ الأقرانَ حتى قَتَلْتَهُ
- بأضْعَفِ قِرْنٍ في أذَلّ مَكانِ
- أتَتْهُ المَنَايَا في طَرِيقٍ خَفِيّةٍ
- عَلى كلّ سَمْعٍ حَوْلَهُ وَعِيَانِ
- وَلَوْ سَلَكَتْ طُرْقَ السّلاحِ لرَدّها
- بطُولِ يَمِينٍ وَاتّسَاعِ جَنَانِ
- تَقَصّدَهُ المِقْدارُ بَينَ صِحابِهِ
- على ثِقَةٍ مِنْ دَهْرِهِ وَأمَانِ
- وَهَلْ يَنفَعُ الجَيشُ الكَثيرُ الْتِفَافُهُ
- على غَيرِ مَنصُورٍ وَغَيرِ مُعَانِ
- وَدَى ما جَنى قَبلَ المَبيتِ بنَفْسِهِ
- وَلم يَدِهِ بالجَامِلِ العَكَنَانِ
- أتُمْسِكُ ما أوْلَيْتَهُ يَدُ عَاقِلٍ
- وَتُمْسِكُ في كُفْرَانِهِ بِعِنَانِ
- وَيَرْكَبُ ما أرْكَبْتَهُ مِنْ كَرَامَةٍ
- وَيَرْكَبُ للعِصْيانِ ظَهرَ حِصانِ
- ثَنى يَدَهُ الإحسانُ حتى كأنّهَا
- وَقَدْ قُبِضَتْ كانَتْ بغَيرِ بَنَانِ
- وَعِنْدَ مَنِ اليَوْمَ الوَفَاءُ لصَاحِبٍ
- شَبيبٌ وَأوْفَى مَنْ تَرَى أخَوَانِ
- قَضَى الله يا كافُورُ أنّكَ أوّلٌ
- وَلَيسَ بقَاضٍ أنْ يُرَى لكَ ثَانِ
- فَمَا لكَ تَخْتَارُ القِسِيَّ وَإنّمَا
- عَنِ السّعْدِ يُرْمَى دونَكَ الثّقَلانِ
- وَمَا لكَ تُعْنى بالأسِنّةِ وَالقَنَا
- وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنَانِ
- وَلِمْ تَحْمِلُ السّيفَ الطّوِيلَ نجادُه
- وَأنْتَ غَنيٌّ عَنْهُ بالحَدَثَانِ
- أرِدْ لي جَميلاً جُدْتَ أوْ لمْ تَجُدْ به
- فإنّكَ ما أحبَبْتَ فيَّ أتَاني
- لَوِ الفَلَكَ الدّوّارَ أبغَضْتَ سَعْيَهُ
- لَعَوّقَهُ شَيْءٌ عَنِ الدّوَرَانِ
المزيد...
العصور الأدبيه