الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> سر حيث يحله النوار >>
قصائدالمتنبي
سر حيث يحله النوار
المتنبي
- سرْ حَيثُ يحُلُّهُ النُّوّارُ
- وأرادَ فيكَ مُرادَكَ المِقْدارُ
- وإذا ارْتحلتَ فشَيّعتْكَ سَلامَةٌ
- حَيثُ اتّجهْتَ وديمَةٌ مِدرارُ
- وصَدرْتَ أغنمَ صادِرٍ عن مَوْرِدٍ
- مَرْفُوعَةً لقُدومِكَ الأبصارُ
- وأراكَ دهرُكَ ما تحاوِلُ في العدى
- حتى كأنّ صُروفَهُ أنْصارُ
- أنتَ الذي بَجِحَ الزّمانُ بذِكْرِهِ
- وتَزَيّنَتْ بحَديثِهِ الأسْمارُ
- وإذا تَنَكّرَ فالفَناءُ عِقابُهُ
- وإذا عَفا فَعَطاؤهُ الأعْمارُ
- وَلَهُ وإنْ وَهَبَ المُلُوكُ مَواهِبٌ
- دَرُّ المُلُوكِ لدَرّها أغْبارُ
- لله قَلْبُكَ ما تَخافُ مِنَ الرّدى
- وتَخافُ أنْ يَدنُو إلَيكَ العارُ
- وتحيدُ عَن طَبَعِ الخَلائِقِ كُلّهِ
- ويَحيدُ عَنكَ الجَحفَلُ الجَرّارُ
- يا مَنْ يَعِزُّ على الأعزّةِ جارُهُ
- ويَذِلُّ مِنْ سَطَواتِهِ الجَبّارُ
- كُنْ حيثُ شئتَ فما تحولُ تَنوفةٌ
- دونَ اللّقاءِ ولا يَشِطّ مَزارُ
- وبدونِ ما أنا مِنْ وِدادِكَ مُضمِرٌ
- يُنضَى المَطِيُّ ويَقرُبُ المُسْتارُ
- إنّ الذي خَلّفْتُ خَلْفي ضائِعٌ
- ما لي على قَلَقي إلَيْهِ خِيارُ
- وإذا صُحِبْتَ فكلّ ماءٍ مَشرَبٌ
- لَوْلا العِيالُ وكلّ أرضٍ دارُ
- إذْنُ الأميرِ بأنْ أعُودَ إلَيْهِمِ
- صِلَةٌ تَسيرُ بذِكرِها الأشْعارُ
المزيد...
العصور الأدبيه