الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> رويدك أيها الملك الجليل >>
قصائدالمتنبي
رويدك أيها الملك الجليل
المتنبي
- رُوَيْدَكَ أيّها المَلِكُ الجَليلُ
- تَأنّ وعُدَّهُ ممّا تُنيلُ
- وجُودَكَ بالمُقامِ ولَوْ قَليلاً
- فَما فيما تَجُودُ بهِ قَليلُ
- لأِكْبُتَ حاسِداً وأرَى عَدُوّاً
- كأنّهُما وَداعُكَ والرّحيلُ
- ويَهْدَأ ذا السّحابُ فقد شكَكنا
- أتَغلِبُ أمْ حَياهُ لَكُم قَبيلُ
- وكنتُ أعيبُ عَذْلاً في سَماحٍ
- فَها أنَا في السّماحِ لَهُ عَذولُ
- وما أخشَى نُبُوّكَ عَنْ طَريقٍ
- وسَيفُ الدّوْلَةِ الماضي الصّقيلُ
- وكلُّ شَواةِ غِطْريفٍ تَمَنّى
- لسَيرِكَ أنّ مَفرِقَها السّبيلُ
- ومِثْلِ العَمْقِ مَمْلُوءٍ دِماءً
- جَرَتْ بكَ في مجاريهِ الخُيُولُ
- إذا اعتادَ الفَتى خوْضَ المَنايا
- فأهْوَنُ ما يَمُرّ بهِ الوُحُولُ
- ومَن أمَرَ الحُصُونَ فَما عَصَتْه
- أطاعَتْهُ الحُزُونَةُ والسّهُولُ
- أتَخْفِرُ كُلَّ مَنْ رَمَتِ اللّيالي
- وتُنشرُ كلَّ مَن دَفنَ الخُمولُ
- ونَدعوكَ الحُسامَ وهَلْ حُسامٌ
- يَعيشُ بهِ مِنَ المَوْتِ القَتيلُ
- وما للسّيفِ إلاّ القَطْعَ فِعْلٌ
- وأنْتَ القاطعُ البَرُّ الوَصُولُ
- وأنْتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبْراً
- وقَد فَنيَ التكلّمُ والصّهيلُ
- يَحيدُ الرّمحُ عنكَ وفيهِ قَصْدٌ
- ويَقصُرُ أنْ يَنالَ وفيهِ طُولُ
- فلَوْ قَدَرَ السّنانُ على لِسانٍ
- لَقالَ لكَ السّنانُ كما أقولُ
- ولوْ جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرْداً
- ولكِنْ ليسَ للدّنْيا خَليلُ
المزيد...
العصور الأدبيه