الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> ذي المعالي فليعلون من تعالى >>
قصائدالمتنبي
ذي المعالي فليعلون من تعالى
المتنبي
- ذي المَعَالي فلْيَعْلُوَنْ مَن تَعَالى
- هَكَذا هَكَذا وَإلاّ فَلا لا
- شَرَفٌ يَنْطِحُ النّجومَ برَوْقَيْـ
- ـهِ وَعِزٌّ يُقَلْقِلُ الأجْبَالا
- حَالُ أعْدائِنَا عَظيمٌ وَسَيْفُ الـ
- ـدّوْلَةِ ابنُ السّيوفِ أعظَمُ حالا
- كُلّما أعْجَلُوا النّذيرَ مَسيراً
- أعجَلَتْهُمْ جِيادُهُ الإعجَالا
- فأتَتْهُمْ خَوَارِقَ الأرْضِ ما تحـ
- ـمِلُ إلاّ الحَديدَ وَالأبْطالا
- خَافِياتِ الألْوانِ قَدْ نَسَجَ النّقـ
- ـعُ عَلَيْهَا بَرَاقِعاً وَجِلالا
- حَالَفَتْهُ صُدُورُهَا وَالعَوَالي
- لَتَخُوضَنّ دُونَهُ الأهْوَالا
- وَلَتَمْضِنّ حَيثُ لا يَجِدُ الرّمـ
- ـحُ مَداراً وَلا الحصانُ مَجَالا
- لا ألُومُ ابنَ لاوُنٍ مَلِكَ الرّو
- م وَإنْ كانَ ما تَمَنّى مُحَالاَ
- أقْلَقَتْهُ بَنِيّةٌ بَينَ أُذْنَيْـ
- ـهِ وَبَانٍ بَغَى السّماءَ فَنَالا
- كُلّما رَامَ حَطّها اتّسَعَ البَنْـ
- ـيُ فَغَطّى جَبينَهُ وَالقَذالا
- يَجْمَعُ الرّومَ وَالصَّقالِبَ وَالبُلْـ
- ـغَارَ فيهَا وَتَجْمَعُ الآجَالا
- وَتُوافيهِمِ بها في القَنَا السُّمْـ
- ـرِ كمَا وَافَتِ العِطاشُ الصِّلالا
- قَصَدوا هَدْمَ سُورِهَا فَبَنَوْهُ
- وَأتَوْا كَيْ يُقَصّرُوهُ فَطَالا
- وَاستَجَرّوا مكايِدَ الحَرْبِ حتى
- تَرَكُوها لهَا عَلَيْهِمْ وَبَالا
- رُبّ أمْرٍ أتَاكَ لا تَحْمَدُ الفَعّـ
- ـالَ فيهِ وَتَحْمَدُ الأفْعَالا
- وَقِسِيٍّ رُمِيتَ عَنها فَرَدّتْ
- في قُلُوبِ الرّماةِ عَنكَ النّصَالا
- أخذوا الطُّرْقَ يَقطَعُونَ بها الرّسْـ
- ـلَ فَكانَ انقِطاعُهَا إرْسَالا
- وَهُمُ البَحْرُ ذو الغَوَارِبِ إلاّ
- أنّهُ صَارَ عندَ بحرِكَ آلا
- مَا مَضَوْا لم يُقاتِلُوكَ وَلَكِـ
- ـنّ القِتالَ الذي كَفاكَ القِتَالا
- وَالذي قَطّعَ الرّقابَ مِنَ الضّرْ
- بِ بكَفّيْكَ قَطّعَ الآمَالا
- وَالثّباتُ الذي أجادوا قَديماً
- عَلّمَ الثّابِتِينَ ذا الإجْفَالا
- نَزَلُوا في مَصَارِعٍ عَرَفُوهَا
- (يَنْدُبُونَ الأعْمَامَ وَالأخْوَالا
- تَحْمِلُ الرّيحُ بَيْنَهُمْ شَعَرَ الهَا
- مِ وَتَذْرِي عَلَيهِمِ الأوْصَالا
- تُنْذِرُ الجِسْمَ أنْ يَقُومَ لَدَيها
- فتُريهِ لِكُلّ عُضْوٍ مِثَالا
- أبْصَرُوا الطّعنَ في القلوبِ دِراكاً
- قَبلَ أنْ يُبصِرُوا الرّماحَ خَيَالا
- وَإذا حاوَلَتْ طِعانَكَ خَيْلٌ
- أبْصَرتْ أذْرُعَ القَنَا أمْيَالا
- بَسَطَ الرّعبُ في اليَمينِ يَميناً
- فَتَوَلّوْا وَفي الشّمالِ شِمَالا
- يَنفُضُ الرّوْعُ أيدياً ليسَ تدري
- أسُيُوفاً حَمَلْنَ أمْ أغْلالا
- وَوُجوهاً أخافَها مِنكَ وَجْهٌ
- تَرَكَتْ حُسْنَهَا لَهُ وَالجَمَالا
- وَالعِيانُ الجَليُّ يُحْدِثُ للظّـ
- ـنّ زَوالاً وَللمُرادِ انْتِقالا
- وَإذا ما خَلا الجَبَانُ بأرْضٍ
- طَلَبَ الطّعْنَ وَحدَهُ وَالنّزَالا
- أقْسَمُوا لا رَأوْكَ إلاّ بقَلْبٍ
- طَالَما غَرّتِ العُيُونُ الرّجَالا
- أيُّ عَيْنٍ تَأمّلَتْكَ فَلاقَتْـ
- ـكَ وَطَرْفٍ رَنَا إلَيْكَ فَآلا
- مَا يَشُكُّ اللّعِينُ في أخْذِكَ الجَيـ
- ـشَ فَهَلْ يَبعَثُ الجُيوشَ نَوَالا
- مَا لمَنْ يَنصِبُ الحَبَائِلَ في الأرْ
- ضِ وَمَرْجاهُ أن يَصِيدَ الهِلالا
- إنّ دونَ التي على الدّرْبِ وَالأحْـ
- ـدَبِ وَالنّهْرِ مِخلَطاً مِزْيَالا
- غَصَبَ الدّهْرَ وَالمُلُوكَ عَلَيْها
- فَبَناهَا في وَجنَةِ الأرْضِ خَالا
- فهيَ تمشي مَشْيَ العَرُوسِ اختِيالاً
- وَتَثَنّى عَلى الزّمَانِ دَلالا
- وَحَمَاهَا بكُلّ مُطّرِدِ الأكْـ
- ـعُبِ جَوْرَ الزّمَانِ وَالأوْجَالا
- وَظُبىً تَعْرِفُ الحَرامَ مِنَ الحِـ
- ـلّ فَقَدْ أفنَتِ الدّمَاءَ حَلالا
- في خَميسٍ مِنَ الأُسودِ بَئيسٍ
- يَفْتَرِسْنَ النّفُوسَ وَالأمْوَالا
- إنّمَا أنْفُسُ الأنِيسِ سِبَاعٌ
- يَتَفَارَسْنَ جَهْرَةً وَاغْتِيالا
- مَنْ أطاقَ التِماسَ شيءٍ غِلاباً
- وَاغْتِصاباً لم يَلْتَمِسْهُ سُؤالا
- كُلُّ غادٍ لحَاجَةٍ يَتَمَنّى
- أنْ يكونَ الغَضَنْفَرَ الرّئْبَالا
المزيد...
العصور الأدبيه