الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> حسم الصلح ما اشتهته الأعادي >>
قصائدالمتنبي
حسم الصلح ما اشتهته الأعادي
المتنبي
- حَسَمَ الصّلْحُ ما اشتَهَتْهُ الأعادي
- وَأذاعَتْهُ ألْسُنُ الحُسّادِ
- وَأرَادَتْهُ أنْفُسٌ حَالَ تَدْبِيـ
- ـرُكَ مَا بَيْنَهَا وَبَينَ المُرَادِ
- صَارَ ما أوْضَعَ المُخِبّونَ فيهِ
- مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ
- وَكَلامُ الوُشَاةِ لَيسَ على الأحْـ
- ـبَابِ، سُلطانُهُ على الأضْدادِ
- إنّمَا تُنْجِحُ المَقَالَةُ في المَرْ
- ءِ إذا وَافَقَتْ هَوىً في الفُؤادِ
- وَلَعَمْرِي لَقد هُزِزْتَ بمَا قِيـ
- ـلَ فأُلْفِيتَ أوْثَقَ الأطْوَادِ
- وَأشَارَتْ بمَا أبَيْتَ رِجَالٌ
- كُنتَ أهدَى منهَا إلى الإرْشَادِ
- قد يُصِيبُ الفَتى المُشيرُ وَلم يَجْـ
- ـهدْ وَيُشوِي الصّوَابَ بعد اجتهادِ
- نِلْتَ ما لا يُنالُ بالبِيضِ وَالسُّمْـ
- ـرِ وَصُنْتَ الأرْوَاحَ في الأجْسَادِ
- وَقَنَا الخَطِّ في مَراكِزِها حَوْ
- لَكَ وَالمُرْهَفَاتُ في الأغْمادِ
- ما دَرَوْا إذ رَأوْا فُؤادَكَ فيهِمْ
- سَاكِناً أنّ رَأيَهُ في الطّرَادِ
- فَفَدَى رَأيَكَ الذي لم تُفَدْهُ
- كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُسْتَفَادِ
- وَإذا الحِلْمُ لمْ يَكُنْ عن طِباعٍ
- لم يَكُنْ عَن تَقَادُمِ المِيلادِ
- فَبِهَذا وَمِثْلِهِ سُدْتَ يا كا
- فُورُ وَاقتَدْتَ كُلّ صَعبِ القِيادِ
- وَأطَاعَ الذي أطَاعَكَ وَالطّا
- عَةُ لَيْسَتْ خَلائِقَ الآسَادِ
- إنّمَا أنْتَ وَالِدٌ وَالأبُ القَا
- طعُ أحنى من وَاصِلِ الأوْلادِ
- لا عَدا الشرُّ مَن بَغَى لكُما الشرّ
- وَخَصّ الفَسَادُ أهلَ الفَسَادِ
- أنتُمَا مَا اتّفَقْتُما الجِسْمُ وَالرّو
- حُ فَلا احتَجتُما إلى العُوّادِ
- وَإذا كان في الأنابيبِ خُلْفٌ
- وَقَعَ الطّيْشُ في صُدورِ الصِّعادِ
- أشمَتَ الخُلْفُ بالشُّراةِ عِداهَا
- وَشَفَى رَبَّ فَارِسٍ من إيَادِ
- وَتَوَلّى بَني اليَزِيدِيّ بالبَصْـ
- ـرَةِ حتى تَمَزّقُوا في البلادِ
- وَمُلُوكاً كأمْسِ في القُرْبِ مِنّا
- وَكَطَسْمٍ وَأُخْتِها في البعادِ
- بكُمَا بِتُّ عَائِذاً فِيكُمَا مِنْـ
- ـهُ وَمن كَيدِ كُلّ باغٍ وَعَادِ
- وَبِلُبّيْكُمَا الأصِيلَينِ أنْ تَفْـ
- رُقَ صُمُّ الرّمَاحِ بَينَ الجِيَادِ
- أوْ يَكُونَ الوَليُّ أشْقَى عَدُوٍّ
- بالذي تَذخَرَانِهِ مِن عَتَادِ
- هَلْ يَسُرّنَ بَاقِياً بَعْدَ مَاضٍ
- مَا تَقُولُ العُداةُ في كلّ نَادِ
- مَنَعَ الوُدُّ وَالرّعَايَةُ وَالسّؤ
- دُدُ أنْ تَبْلُغَا إلى الأحْقَادِ
- وَحُقُوقٌ تُرَقّقُ القَلْبَ للقَلْـ
- ـبِ وَلَوْ ضُمّنَتْ قُلُوبَ الجَمادِ
- فَغَدَا المُلْكُ باهِراً مَنْ رَآهُ
- شَاكِراً ما أتَيْتُمَا مِنْ سَدادِ
- فيهِ أيْديكُمَا عَلى الظّفَرِ الحُلْـ
- ـوِ وَأيدي قَوْمٍ عَلى الأكْبَادِ
- هذِهِ دَوْلَةُ المَكارِمِ وَالرّأ
- فَةِ وَالمَجْدِ وَالنّدَى وَالأيَادِي
- كَسَفَتْ ساعةً كما تكسِفُ الشّمْـ
- ـسُ وَعادَتْ وَنُورُها في ازْدِيادِ
- يَزْحَمُ الدّهرَ رُكنُها عن أذاهَا
- بِفَتًى مَارِدٍ على المُرّادِ
- مُتْلِفٍ مُخْلِفٍ وَفِيٍّ أبِيٍّ
- عَالِمٍ حَازِمٍ شُجَاعٍ جَوَادِ
- أجفَلَ النّاسُ عن طَرِيقِ أبي المِسـ
- ـكِ وَذَلّتْ لَهُ رِقَابُ العِبَادِ
- كَيْفَ لا يُتْرَكُ الطّرِيقُ لسَيْلٍ
- ضَيّقٍ عَنْ أتِيّهِ كُلُّ وَادِ
المزيد...
العصور الأدبيه