قصائدالمتنبي



حاشى الرقيب فخانته ضمائره
المتنبي



  • حاشَى الرّقيبَ فَخانَتْهُ ضَمائِرُهُ

  • وَغَيّضَ الدّمْعَ فانهَلّتْ بَوادِرُهُ

  • وكاتمُ الحُبّ يَوْمَ البَينِ مُنهَتِكٌ

  • وصاحبُ الدّمعِ لا تَخفَى سرائرُهُ

  • لَوْلا ظِباءُ عَدِيّ ما شُغِفْتُ بهِمْ

  • وَلا برَبْرَبِهِمْ لَوْلا جَآذِرُهُ

  • من كلّ أحوَرَ في أنْيابِهِ شَنَبٌ

  • خَمْرٌ يُخَامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ

  • نُعْجٌ مَحاجِرُهُ دُعْجٌ نَواظِرُهُ

  • حُمْرٌ غَفائِرُهُ سُودٌ غَدائرُهُ

  • أعَارَني سُقْمَ عَينَيْهِ وَحَمّلَني

  • منَ الهَوَى ثِقْلَ ما تَحوي مآزِرُهُ

  • يا مَنْ تَحَكّمَ في نَفسي فعَذّبَني

  • وَمَنْ فُؤادي على قَتلي يُضافِرُهُ

  • بعَوْدَةِ الدّوْلَةِ الغَرّاءِ ثَانِيَةً

  • سَلَوْتُ عَنكَ ونامَ اللّيلَ ساهرُهُ

  • منْ بَعدِ ما كانَ لَيلي لا صَباحَ لَهُ

  • كأنّ أوَّلَ يَوْمِ الحَشْرِ آخِرُهُ

  • غابَ الأميرُ فَغابَ الخيرُ عَنْ بَلَدٍ

  • كادَتْ لفَقْدِ اسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ

  • قدِ اشتَكَتْ وَحشَةَ الأحياءِ أرْبُعُهُ

  • وَخَبّرَتْ عَن أسَى المَوْتَى مَقابرُهُ

  • حتى إذا عُقِدَتْ فيه القِبابُ لَهُ

  • أهَلّ لله بادِيهِ وحاضِرُهُ

  • وَجَدّدَتْ فَرَحاً لا الغَمُّ يَطْرُدُهُ

  • وَلا الصّبابةُ في قَلْبٍ تُجاوِرُهُ

  • إذا خَلَتْ منكَ حمصٌ لا خلتْ أبداً

  • فَلا سَقَاها مِنَ الوَسميّ باكِرُهُ

  • دَخَلْتَها وشُعاعُ الشّمسِ مُتّقِدٌ

  • ونُورُ وَجْهِكَ بينَ الخلْقِ باهرُهُ

  • في فَيْلَقٍ مِنْ حَديدٍ لوْ قَذَفتَ بهِ

  • صرْفَ الزّمانِ لمَا دارَتْ دَوائِرُهُ

  • تَمضِي المَواكبُ والأبصارُ شاخصَةٌ

  • منها إلى المَلِكِ المَيْمُونِ طائِرُهُ

  • قَدْ حِرْنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ

  • في دِرْعِهِ أسَدٌ تَدْمَى أظافِرُهُ

  • حُلْوٍ خَلائِقُهُ شُوسٍ حَقائِقُهُ

  • تُحصَى الحَصَى قَبلَ أنْ تُحصَى مآثرُهُ

  • تَضيقُ عن جَيشه الدّنيا ولوْ رَحُبتْ

  • كصَدْرِهِ لم تَبِنْ فيها عَساكِرُهُ

  • إذا تَغَلْغَلَ فكرُ المرءِ في طَرَفٍ

  • من مَجْدِهِ غَرِقَتْ فيه خَواطِرُهُ

  • تَحْمَى السّيوفُ على أعدائِهِ مَعَهُ

  • كأنّهُنّ بَنُوهُ أوْ عَشائِرُهُ

  • إذا انْتَضَاها لحرْبٍ لمْ تَدَعْ جَسَداً

  • إلاّ وباطِنُهُ للعَينِ ظاهِرُهُ

  • فَقَدْ تَيَقّنّ أنّ الحَقّ في يَدِهِ

  • وَقَدْ وَثِقْنَ بأنّ الله نَاصِرُهُ

  • تَرَكْنَ هَامَ بَني عَوْفٍ وثَعْلَبَةٍ

  • على رُؤوسٍ بلا ناسٍ مَغَافِرُهُ

  • فخاضَ بالسّيفِ بحرَ المَوْتِ خَلفَهُمُ

  • وكانَ منهُ إلى الكَعْبَينِ زاخِرُهُ

  • حتى انتهَى الفرَسُ الجاري وما وَقعَتْ

  • في الأرضِ من جِيَفِ القتلى حوافرُهُ

  • كَمْ مِنْ دَمٍ رَوِيَتْ منهُ أسِنّتُهُ

  • وَمُهْجَةٍ وَلَغَتْ فيها بَواتِرُهُ

  • وحائِنٍ لَعِبَتْ شُمُّ الرّماحِ بهِ

  • فالعَيشُ هاجِرُهُ والنّسرُ زائِرُهُ

  • مَنْ قالَ لَسْتَ بخَيرِ النّاسِ كلِّهِمِ

  • فجَهْلُهُ بكَ عندَ النّاسِ عاذرُهُ

  • أوْ شَكّ أنّكَ فَرْدٌ في زَمانِهِمِ

  • بلا نَظِيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ

  • يا مَنْ ألُوذُ بِهِ فيمَا أُؤمّلُهُ

  • وَمَنْ أعُوذُ بهِ مِمّا أُحاذِرُهُ

  • وَمَنْ تَوَهّمْتُ أنّ البَحرَ راحَتُهُ

  • جُوداً وأنّ عَطاياها جَواهِرُهُ

  • لا يَجْبُرُ النّاسُ عَظْماً أنْتَ كاسِرُهُ

  • وَلا يَهيضُونَ عَظْماً أنتَ جابِرُهُ



أعمال أخرى المتنبي



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك