الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> جللا كما بي فليك التبريح >>
قصائدالمتنبي
جللا كما بي فليك التبريح
المتنبي
- جَلَلاً كمَا بي فَلْيَكُ التّبْريحُ
- أغِذاءُ ذا الرّشإِ الأغَنّ الشّيحُ
- لَعِبَتْ بمَشيَتِهِ الشَّمولُ وغادرَتْ
- صَنَماً منَ الأصنامِ لَوْلا الرّوحُ
- ما بالُهُ لاحَظْتُهُ فتَضَرّجَتْ
- وَجنَاتُهُ وفُؤادِيَ المَجْرُوحُ
- وَرَمَى وما رَمَتَا يَداهُ فَصابَني
- سَهْمٌ يُعَذِّبُ والسّهامُ تُريحُ
- قَرُبَ المَزَارُ ولا مَزارَ وإنّما
- يَغدو الجَنانُ فَنَلْتَقي ويَرُوحُ
- وفَشَتْ سَرائرُنا إلَيكَ وشَفّنا
- تَعريضُنا فبَدا لَكَ التّصريحُ
- لمّا تَقَطّعَتِ الحُمُولُ تَقَطّعَتْ
- نَفْسِي أسًى وكأنّهُنّ طُلُوحُ
- وَجَلا الوَداعُ من الحَبيبِ مَحاسِناً
- حُسْنُ العَزاءِ وقد جُلينَ قَبيحُ
- فَيَدٌ مُسَلِّمَةٌ وطَرْفٌ شاخِصٌ
- وحَشاً يَذوبُ ومَدْمَعٌ مَسفُوحُ
- يجدُ الحَمامُ ولوْ كوَجدي لانْبَرَى
- شَجَرُ الأراكِ مَعَ الحَمامِ يَنُوحُ
- وأمَقَّ لوْ خَدَتِ الشّمالُ براكِبٍ
- في عَرْضِهِ لأناخَ وَهْيَ طَليحُ
- نازَعْتُهُ قُلُصَ الرّكابِ ورَكْبُها
- خَوْفَ الهَلاكِ حُداهُمُ التّسبيحُ
- لَوْلا الأميرُ مُساوِرُ بنُ مُحَمّدٍ
- ما جُشّمَتْ خَطَراً وَرُدّ نَصِيحُ
- ومتى وَنَتْ وأبُو المُظَفَّرِ أمُّها
- فأتاحَ لي وَلَها الحِمامَ مُتِيحُ
- شِمْنا وما حُجِبَ السّماءُ بُرُوقَهُ
- وحَرًى يَجُودُ وما مَرَتْهُ الرّيحُ
- مَرْجُوُّ مَنْفَعَةٍ مَخُوفُ أذِيّةٍ
- مَغْبُوقُ كأسِ مَحامِدٍ مَصبوحُ
- حَنِقٌ على بِدَرِ اللُّجَينِ وما أتَتْ
- بإساءَةٍ وعَنِ المُسِيءِ صَفُوحُ
- لَوْ فُرّقَ الكَرَمُ المُفَرِّقُ مالَهُ
- في النّاسِ لم يَكُ في الزّمانِ شَحيحُ
- ألْغَتْ مَسامِعُهُ المَلامَ وغادَرَتْ
- سِمَةً على أنْفِ اللّئَامِ تَلُوحُ
- هذا الذي خَلَتِ القُرُونُ وذِكْرُهُ
- وحَديثُهُ في كُتْبِها مَشْرُوحُ
- ألْبابُنا بِجَمَالِهِ مَبْهُورَةٌ
- وسَحابُنا بِنَوالِهِ مَفضُوحُ
- يَغشَى الطّعانَ فَلا يَرُدّ قَنَاتَهُ
- مكسُورَةً ومِنَ الكُماةِ صَحيحُ
- وعلى التّرابِ منَ الدّماءِ مَجاسِدٌ
- وعلى السّماءِ منَ العَجاجِ مُسُوحُ
- يَخْطُو القَتيلَ إلى القَتيلِ أمَامَهُ
- رَبُّ الجَوادِ وخَلْفَهُ المَبْطُوحُ
- فمَقيلُ حُبّ مُحبّه فَرِحٌ بِهِ
- ومَقيلُ غَيظِ عَدُوِّهِ مَقْرُوحُ
- يُخْفي العَداوَةَ وهيَ غَيرُ خَفِيّةٍ
- نَظَرُ العَدُوّ بِمَا أسَرّ يَبُوحُ
- يا ابنَ الذي ما ضَمّ بُرْدٌ كابنِهِ
- شَرَفاً ولا كالجَدّ ضَمّ ضَريحُ
- نَفْديكَ من سَيْلٍ إذا سُئِلَ النّدَى
- هَوْلٍ إذا اخْتَلَطا دَمٌ ومَسيحُ
- لَوْ كُنتَ بحراً لم يكُنْ لكَ ساحِلٌ
- أو كنتَ غَيثاً ضاقَ عنكَ اللُّوحُ
- وخَشيتُ منكَ على البِلادِ وأهلِها
- ما كانَ أنذَرَ قَوْمَ نُوحٍ نُوحُ
- عَجْزٌ بِحُرٍّ فَاقَةٌ وَوَراءَهُ
- رِزْقُ الإل?هِ وبابُكَ المَفْتُوحُ
- إنّ القَرِيضَ شَجٍ بِعطْفي عائِذٌ
- من أنْ يكونَ سَوَاءَكَ المَمْدوحُ
- وذَكيّ رائحَةِ الرّياضِ كَلامُها
- تَبْغي الثّنَاءَ على الحَيَا فَتَفُوحُ
- جُهْدُ المُقِلّ فكَيفَ بابنِ كَريمَةٍ
- تُوليهِ خَيراً واللّسانُ فَصيحُ
المزيد...
العصور الأدبيه