الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> جاء نيروزنا وأنت مراده >>
قصائدالمتنبي
جاء نيروزنا وأنت مراده
المتنبي
- جَاءَ نَيرُوزُنَا وَأنتَ مُرَادُهْ
- وَوَرَتْ بالذي أرَادَ زِنادُهْ
- هَذِهِ النّظْرَةُ التي نَالَهَا مِنْـ
- ـكَ إلى مِثْلِها من الحَوْلِ زَادُهْ
- يَنْثَني عَنكَ آخِرَ اليَوْمِ مِنْهُ
- نَاظِرٌ أنْتَ طَرْفُهُ وَرُقَادُهْ
- نحنُ في أرْضِ فارِسٍ في سُرُورٍ
- ذا الصّبَاحُ الذي نرَى ميلادُهْ
- عَظّمَتْهُ مَمَالِكُ الفُرْسِ حتى
- كُلُّ أيّامِ عَامِهِ حُسّادُهْ
- مَا لَبِسْنَا فيهِ الأكاليلَ حتى
- لَبِسَتْهَا تِلاعُهُ وَوِهَادُهْ
- عندَ مَنْ لا يُقاسُ كسرَى أبوسا
- سانَ مُلْكاً بهِ وَلا أوْلادُهْ
- عَرَبيٌّ لِسَانُهُ فَلْسَفيٌّ
- رَأيُهُ فَارِسِيّةٌ أعْيَادُهْ
- كُلّمَا قالَ نائِلٌ أنَا مِنْهُ
- سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اقْتِصادُهْ
- كَيفَ يرْتَدّ مَنكِبي عن سَمَاءٍ
- والنِّجادُ الذي عَلَيْهِ نِجَادُهْ
- قَلّدَتْني يَمينُهُ بحُسَامٍ
- أعقَبَتْ منهُ وَاحِداً أجْدادُهْ
- كُلّمَا استُلَّ ضاحَكَتْهُ إيَاةٌ
- تَزْعُمُ الشّمسُ أنّهَا أرْآدُهْ
- مَثَّلُوهُ في جَفْنِهِ خِيفَةَ الفَقْـ
- ـدِ فَفي مِثْلِ أثْرِهِ إغْمَادُهْ
- مُنْعَلٌ لا مِنَ الحَفَا ذَهَباً يَحْـ
- ـمِلُ بَحراً فِرِنْدُهُ إزْبَادُهْ
- يَقْسِمُ الفَارِسَ المُدَجَّجَ لا يَسْـ
- ـلَمُ مِنْ شَفْرَتَيْهِ إلاّ بِدادُهْ
- جَمَعَ الدّهْرُ حَدَّهُ ويَدَيْهِ
- وَثَنَائي فاستَجمَعَتْ آحَادُهْ
- وَتَقَلّدْتُ شامَةً في نَداهُ
- جِلْدُها مُنْفِساتُهُ وَعَتَادُهْ
- فَرّسَتْنَا سَوَابِقٌ كُنَّ فيهِ
- فارَقَتْ لِبْدَهُ وَفيها طِرَادُهْ
- وَرَجَتْ رَاحَةً بِنَا لا تَرَاهَا
- وَبلادٌ تَسيرُ فيهَا بِلادُهْ
- هل لِعُذري عند الهُمامِ أبي الفضْـ
- ـلِ قَبُولٌ سَوَادُ عَيني مِدادُهْ
- أنَا مِنْ شِدّةِ الحَيَاءِ عَليلٌ
- مَكْرُماتُ المُعِلِّهِ عُوّادُهْ
- مَا كَفاني تَقصِيرُ ما قُلتُ فيهِ
- عن عُلاهُ حتى ثَنَاهُ انْتِقَادُهْ
- إنّني أصْيَدُ البُزاةِ وَلَكِنّ
- أجَلّ النّجُومِ لا أصْطادُهْ
- رُبّ ما لا يُعَبِّرُ اللّفْظُ عَنْهُ
- وَالذي يُضْمِرُ الفُؤادُ اعتِقادُهْ
- ما تَعَوّدتُ أن أرَى كأبي الفضْـ
- ـلِ وَهَذا الذي أتَاهُ اعتِيادُهْ
- إنّ في المَوْجِ للغَرِيقِ لعُذْراً
- وَاضِحاً أنْ يَفُوتَهُ تَعْدادُهْ
- للنّدَى الغَلبُ إنّهُ فاضَ وَالشّعْـ
- ـرُ عِمادي وَابنُ العميدِ عِمادُهْ
- نَالَ ظَنّي الأُمُورَ إلاّ كَريماً
- لَيْسَ لي نُطْقُهُ وَلا فيّ آدُهْ
- ظالِمُ الجُودِ كُلّما حَلّ رَكْبٌ
- سِيمَ أنْ تحمِلَ البِحارَ مَزَادُهْ
- غَمَرَتْني فَوَائِدٌ شَاءَ فيها
- أنْ يكونَ الكلامُ مِمّا أُفَادُهْ
- مَا سَمِعْنَا بمَنْ أحَبّ العَطَايَا
- فاشتَهَى أنْ يكونَ فيهَا فُؤادُهْ
- خَلَقَ الله أفْصَحَ النّاسِ طُرّاً
- في مَكانٍ أعْرَابُهُ أكْرَادُهْ
- وَأحَقُّ الغُيُوثِ نَفْساً بحَمْدٍ
- في زَمانٍ كلُّ النّفوسِ جَرَادُهْ
- مِثلَمَا أحدَثَ النّبُوّةَ في العَا
- لَمِ وَالبَعْثَ حِينَ شاعَ فَسَادُهْ
- زَانَتِ اللّيْلَ غُرّةُ القَمَرِ الطّا
- لعِ فيهِ وَلم يَشِنْهَا سَوَادُهْ
- كَثُرَ الفِكْرُ كيفَ نُهدي كما أهْـ
- ـدَتْ إلى رَبّها الرّئيسِ عِبَادُه
- وَالذي عِندَنَا مِنَ المَالِ وَالخَيْـ
- لِ فَمِنْهُ هِبَاتُهُ وَقِيَادُهْ
- فَبَعَثْنَا بِأرْبَعِينَ مِهَاراً
- كلُّ مُهْرٍ مَيْدانُهُ إنْشَادُهْ
- عَدَدٌ عِشْتَهُ يَرَى الجِسْمُ فيهِ
- رَباً لا يَرَاهُ فِيمَا يُزَادُهْ
- فَارْتَبِطْهَا فإنّ قَلْباً نَمَاهَا
- مرْبِطٌ تَسْبِقُ الجِيادَ جيادُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه