الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> إني لأعلم واللبيب خبير >>
قصائدالمتنبي
إني لأعلم واللبيب خبير
المتنبي
- إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ،
- أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ
- ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ
- بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ
- أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
- فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ
- ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
- أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
- ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
- رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ
- خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
- صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ
- والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ
- والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ
- وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
- وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ
- حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
- في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ
- بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ
- مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ
- فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
- والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ
- كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
- لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ
- وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ
- وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ
المزيد...
العصور الأدبيه