الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> إنما التهنئات للأكفاء >>
قصائدالمتنبي
إنما التهنئات للأكفاء
المتنبي
- إنّمَا التّهْنِئَاتُ لِلأكْفَاءِ
- ولمَنْ يَدَّني مِنَ البُعَدَاءِ
- وَأنَا مِنْكَ لا يُهَنّىءُ عُضْوٌ
- بالمَسَرّاتِ سائِرَ الأعْضَاءِ
- مُسْتَقِلٌّ لَكَ الدّيَارَ وَلَوْ كَا
- نَ نُجُوماً آجُرُّ هَذا البِنَاءِ
- وَلَوَ انّ الذي يَخِرّ مِنَ الأمْـ
- ـوَاهِ فيهَا مِنْ فِضّةٍ بَيضَاءِ
- أنْتَ أعلى مَحَلّةً أنْ تُهَنّا
- بمَكانٍ في الأرْضِ أوْ في السّماءِ
- وَلَكَ النّاسُ وَالبِلادُ وَمَا يَسْـ
- ـرَحُ بَينَ الغَبراءِ وَالخَضرَاءِ
- وَبَساتينُكَ الجِيادُ وَمَا تَحْـ
- ـمِلُ مِنْ سَمْهَرِيّةٍ سَمْرَاءِ
- إنّمَا يَفْخَرُ الكَريمُ أبُو المِسْـ
- ـكِ بِمَا يَبْتَني مِنَ العَلْياءِ
- وَبأيّامِهِ التي انسَلَخَتْ عَنْـ
- ـهُ وَمَا دارُهُ سِوَى الهَيجاءِ
- وَبِمَا أثّرَتْ صَوَارِمُهُ البِيـ
- ـضُ لَهُ في جَمَاجِمِ الأعْداءِ
- وَبمسْكٍ يُكْنى بهِ لَيسَ بالمِسْـ
- ـكِ وَلَكِنّهُ أرِيجُ الثّنَاءِ
- لا بمَا يَبتَني الحَواضرُ في الرّيـ
- ـفِ وَمَا يَطّبي قُلُوبَ النّساءِ
- نَزَلَتْ إذْ نَزَلْتَهَا الدّارُ في أحْـ
- ـسَنَ منها مِنَ السّنى وَالسّنَاءِ
- حَلّ في مَنْبِتِ الرّياحينِ مِنْهَا
- مَنْبِتُ المَكْرُماتِ وَالآلاءِ
- تَفضَحُ الشّمسَ كلّما ذرّتِ الشمـ
- ـسُ بشَمْسٍ مُنيرَةٍ سَوْداءِ
- إنّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فيهِ
- لَضِيَاءً يُزْري بكُلّ ضِيَاءِ
- إنّما الجِلدُ مَلبَسٌ وَابيضَاضُ الـ
- ـنّفسِ خَيرٌ من ابيضَاضِ القَبَاءِ
- كَرَمٌ في شَجَاعَةٍ وَذَكَاءٌ
- في بَهَاءٍ وَقُدْرَةٌ في وَفَاءِ
- مَن لبِيضِ المُلُوكِ أن تُبدِلَ اللوْ
- نَ بلَوْنِ الأستاذِ وَالسّحْنَاءِ
- فَتَرَاهَا بَنُو الحُرُوبِ بأعْيَا
- نٍ تَرَاهُ بها غَداةَ اللّقَاءِ
- يا رَجاءَ العُيُونِ في كلّ أرْضٍ
- لم يكُنْ غيرَ أنْ أرَاكَ رَجَائي
- وَلَقَدْ أفْنَتِ المَفَاوِزُ خَيْلي
- قَبلَ أنْ نَلتَقي وَزَادي وَمَائي
- فَارْمِ بي ما أرَدْتَ مني فإنّي
- أسَدُ القَلْبِ آدَميُّ الرُّوَاءِ
- وَفُؤادي مِنَ المُلُوكِ وَإن كا
- نَ لِساني يُرَى منَ الشّعراءِ
المزيد...
العصور الأدبيه