الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> إثلث فإنا أيها الطلل >>
قصائدالمتنبي
إثلث فإنا أيها الطلل
المتنبي
- إثْلِثْ! فإنّا أيّهَا الطّلَلُ
- نبْكي وَتُرْزِمُ تَحْتَنَا الإبِلُ
- أوْ لا فَلا عَتْبٌ عَلى طَلَلٍ
- إنّ الطّلُولَ لمِثْلِهَا فُعُلُ
- لَوْ كُنْتَ تَنْطِقُ قُلتَ مُعتَذِراً
- بي غَيرُ ما بكَ أيّهَا الرّجُلُ
- أبكاكَ أنّكَ بَعضُ مَن شَغَفُوا
- لم أبكِ أنّي بَعضُ مَن قَتَلُوا
- إنّ الذينَ أقَمْتَ وَارْتَحَلُوا
- أيّامُهُمْ لِدِيَارِهِمْ دُوَلُ
- الحُسْنُ يَرْحَلُ كُلّمَا رَحلوا
- مَعَهُمْ وَيَنْزِلُ حَيثُمَا نَزَلُوا
- في مُقْلَتيْ رَشَإٍ تُديرُهُمَا
- بَدَوِيّةٌ فُتِنَتْ بهَا الحِلَلُ
- تَشكُو المَطاعِمُ طولَ هِجرَتِها
- وَصُدودَها وَمَنِ الذي تَصِلُ
- ما أسْأرَتْ في القَعْبِ مِن لَبَنٍ
- تَرَكَتهُ وَهوَ المِسكُ وَالعَسَلُ
- قالَتْ ألا تَصْحُو فَقُلتُ لَهَا
- أعْلَمْتِني أنّ الهَوَى ثَمَلُ
- لَوْ أنّ فَنّاخُسْرَ صَبّحَكُمْ
- وَبَرَزْتِ وَحْدَكِ عاقَهُ الغَزَلُ
- وَتَفَرّقَتْ عَنكُمْ كَتَائِبُهُ
- إنّ المِلاحَ خَوَادِعٌ قُتُلُ
- مَا كُنتِ فَاعِلَةً وَضَيْفُكُمُ
- مَلِكُ المُلُوكِ وَشأنُكِ البَخَلُ
- أتُمَنّعِينَ قِرىً فتَفْتَضِحي
- أمْ تَبْذِلينَ لَهُ الذي يَسَلُ
- بَلْ لا يَحِلّ بحَيْثُ حَلّ بِهِ
- بُخْلٌ وَلا خَوَرٌ وَلا وَجَلُ
- مَلِكٌ إذا مَا الرُّمحُ أدرَكَهُ
- طَنَبٌ ذَكَرْنَاهُ فَيَعْتَدِلُ
- إنْ لم يَكُنْ مَن قَبلَهُ عَجَزُوا
- عَمّا يَسُوسُ بهِ فَقد غَفَلُوا
- حتى أتَى الدّنْيَا ابنُ بَجدَتِهَا
- فَشكَا إلَيْه السّهلُ وَالجَبَلُ
- شكوَى العَليلِ إلى الكَفيلِ لَهُ
- أنْ لا تَمُرَّ بجِسْمِهِ العِلَلُ
- قالَتْ فَلا كَذَبَتْ شَجاعَتُهُ
- أقْدِمْ فنَفْسُكَ مَا لهَا أجَلُ
- فَهُوَ النّهَايَةُ إنْ جَرَى مَثَلٌ
- أوْ قيلَ يَوْمَ وَغىً منِ البَطَلُ
- عُدَدُ الوُفُودِ العَامِدينَ لَهُ
- دونَ السّلاحِ الشُّكلُ وَالعُقُلُ
- فَلِشُكْلِهِمْ في خَيْلِهِ عَمَلٌ
- وَلِعُقْلِهِمْ في بُخْتِهِ شُغُلُ
- تُمْسِي على أيْدي مَوَاهِبِهِ
- هِيَ أوْ بَقِيّتُهَا أوِ البَدَلُ
- يُشْتَاقُ مِنْ يَدِهِ إلى سَبَلٍ
- شَوْقاً إلَيْهِ يَنْبُتُ الأسَلُ
- سَبَلٌ تَطُولُ المَكْرُماتُ بِهِ
- وَالمَجْدُ لا الحَوْذانُ وَالنَّفَلُ
- وَإلى حَصَى أرْضٍ أقَامَ بهَا
- بالنّاسِ مِنْ تَقبيلِهِ يَلَلُ
- إنْ لم تُخَالِطْهُ ضَوَاحِكُهُمْ
- فَلِمَنْ تُصَانُ وَتُذخَرُ القُبَلُ
- في وَجْهِهِ مِنْ نُورِ خَالِقِهِ
- غُرَرٌ هيَ الآيَاتُ وَالرّسُلُ
- فإذا الخَميسُ أبَى السّجودَ لهُ
- سَجَدَتْ لَهُ فيهِ القَنَا الذُّبُلُ
- وَإذا القُلُوبُ أبَتْ حُكُومَتَهُ
- رَضِيَتْ بحُكمِ سُيُوفِهِ القُلَلُ
- أرَضِيتَ وَهشُوذانُ ما حكَمَتْ
- أمْ تَسْتَزِيدَ لاُِمّكَ الهَبَلُ
- وَرَدَتْ بِلادَكَ غيرَ مُغْمَدَةٍ
- وَكَأنّهَا بَينَ القَنَا شُعَلُ
- وَالقَوْمُ في أعيانِهِمْ خَزَرٌ
- وَالخَيْلُ في أعيانِهَا قَبَلُ
- فأتَوْكَ لَيسَ بمَنْ أتَوْا قِبَلٌ
- بهِمِ وَلَيسَ بمَنْ نَأوْا خَلَلُ
- لم يَدْرِ مَنْ بالرّيّ أنّهُمُ
- فَصَلُوا وَلا يَدري إذا قَفَلُوا
- وَأتَيْتَ مُعْتَزِماً وَلا أسَدٌ
- وَمَضَيْتَ مُنهَزِماً وَلا وَعِلُ
- تُعْطي سِلاحَهُمُ وَرَاحَهُمُ
- مَا لمْ تَكُنْ لِتَنَالَهُ المُقَلُ
- أسخَى المُلُوكِ بِنَقْلِ مَملَكَةٍ
- مَنْ كادَ عَنْهُ الرّأسُ يَنتَقِلُ
- لَوْلا الجَهَالَةُ مَا دَلَفْتَ إلى
- قَوْمٍ غَرِقْتَ وَإنّمَا تَفَلُوا
- لا أقْبَلُوا سِرّاً وَلا ظَفِرُوا
- غَدْراً وَلا نَصَرَتْهُمُ الغِيَلُ
- لا تَلْقَ أفرَسَ منكَ تَعْرِفُهُ
- إلاّ إذا ما ضاقَتِ الحِيَلُ
- لا يَسْتَحي أحَدٌ يُقَالُ لَهُ
- نَضَلُوكَ آلُ بُوَيْهِ أوْ فَضَلُوا
- قَدَرُوا عَفَوْا وَعدوا وَفَوْا سُئلوا
- أغنَوْا عَلَوْا أعْلَوْا وَلُوا عَدَلوا
- فَوْقَ السّمَاءِ وَفَوْقَ ما طلَبوا
- فإذا أرادوا غايَةً نَزَلُوا
- قَطَعَتْ مكارِمُهُمْ صَوَارِمَهمْ
- فإذا تَعَذّرَ كاذِبٌ قَبِلُوا
- لا يَشْهَرُونَ عَلى مُخالِفِهِمْ
- سَيْفاً يَقُومُ مَقَامَهُ العَذَلُ
- فأبُو عَليٍّ مَنْ بهِ قَهَرُوا
- أبُو شُجَاعٍ مَنْ بِهِ كمَلُوا
- حَلَفَتْ لِذا بَرَكاتُ غُرّةِ ذا
- في المَهْدِ أنْ لا فَاتَهُ أمَلُ
المزيد...
العصور الأدبيه