الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أين أزمعت أيهذا الهمام؟ >>
قصائدالمتنبي
أين أزمعت أيهذا الهمام؟
المتنبي
- أيْنَ أزْمَعْتَ أيّهذا الهُمامُ؟
- نَحْنُ نَبْتُ الرُّبَى وأنتَ الغَمامُ
- نَحْنُ مَن ضايَقَ الزّمانُ له فيـ
- ـكَ وخانَتْهُ قُرْبَكَ الأيّامُ
- في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ والسّلْـ
- ـمُ وهذا المُقامُ والإجْذامُ
- لَيتَ أنّا إذا ارْتَحَلْتَ لكَ الخَيْـ
- ـلُ وأنّا إذا نَزَلْتَ الخِيامُ
- كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالٌ جَديدٌ
- ومَسيرٌ للمَجْدِ فيهِ مُقامُ
- وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً
- تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
- وكَذا تَطْلُعُ البُدورُ عَلَيْنَا
- وكَذا تَقْلَقُ البُحورُ العِظامُ
- ولَنَا عادَةُ الجَميلِ منَ الصّبْـ
- ـرِ لَوَ انّا سِوَى نَوَاكَ نُسامُ
- كُلُّ عَيْشٍ ما لم تُطِبْهُ حِمامٌ
- كلُّ شَمسٍ ما لم تكُنْها ظَلامُ
- أزِلِ الوَحْشَةَ التي عِندَنَا يا
- مَن بِهِ يأنَسُ الخَميسُ اللُّهامُ
- والذي يَشهَدُ الوَغَى ساكِنَ القَلـ
- ـبِ كَأنّ القِتالَ فيها ذِمَامُ
- والذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حتى
- تَتَلاقَى الفِهاقُ والأقدامُ
- وإذا حَلّ ساعَةً بمَكانٍ
- فأذاهُ عَلى الزّمانِ حَرامُ
- والذي تُنْبِتُ البِلادُ سُرُورٌ
- والذي تَمْطُرُ السّحابُ مُدامُ
- كُلّما قيلَ قَد تَناهَى أرانَا
- كَرَماً ما اهتَدَتْ إليهِ الكِرامُ
- وكِفاحاً تَكِعُّ عَنْهُ الأعادي
- وارْتِياحاً تَحارُ فيهِ الأنامُ
- إنّما هَيْبَةُ المُؤمَّلِ سَيْفِ الـ
- ـدوْلَةِ المَلْكِ في القلوبِ حُسامُ
- فكَثيرٌ مِنَ الشّجاعِ التّوَقّي
- وكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السّلامُ
المزيد...
العصور الأدبيه