الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أيدري ما أرابك من يريب >>
قصائدالمتنبي
أيدري ما أرابك من يريب
المتنبي
- أيَدْري ما أرابَكَ مَنْ يُريبُ
- وَهل تَرْقَى إلى الفَلَكِ الخطوبُ
- وَجِسمُكَ فَوْقَ هِمّةِ كلّ داءٍ
- فَقُرْبُ أقَلّها منهُ عَجيبُ
- يُجَمّشُكَ الزّمانُ هَوًى وحُبّاً
- وَقد يُؤذَى منَ المِقَةِ الحَبيبُ
- وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدّنْيا بشَيْءٍ
- وَأنْتَ لِعِلّةِ الدّنْيَا طَبيبُ
- وَكَيفَ تَنُوبُكَ الشّكْوَى بداءٍ
- وَأنْتَ المُسْتَغاثُ لِمَا يَنُوبُ
- مَلِلْتَ مُقامَ يَوْمٍ لَيْسَ فيهِ
- طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ
- وَأنْتَ المَرْءُ تُمْرِضُهُ الحَشَايَا
- لهِمّتِهِ وَتَشْفِيهِ الحُرُوبُ
- وَما بِكَ غَيرُ حُبّكَ أنْ تَرَاهَا
- وَعِثْيَرُهَا لأِرْجُلِهَا جَنيبُ
- مُجَلَّحَةً لهَا أرْضُ الأعادي
- وَللسُّمْرِ المَنَاحِرُ وَالجُنُوبُ
- فَقَرِّطْهَا الأعِنّةَ رَاجِعَاتٍ
- فإنّ بَعيدَ ما طَلَبَتْ قَرِيبُ
- إذا داءٌ هَفَا بُقْراطُ عَنْهُ
- فَلَمْ يُعْرَفْ لصاحِبِهِ ضَرِيبُ
- بسَيْفِ الدّوْلَةِ الوُضّاءِ تُمْسِي
- جُفُوني تحتَ شَمسٍ ما تَغيبُ
- فأغْزُو مَنْ غَزَا وبِهِ اقْتِداري
- وَأرْمي مَنْ رَمَى وَبهِ أُصيبُ
- وَللحُسّادِ عُذْرٌ أنْ يَشِحّوا
- على نَظَرِي إلَيْهِ وَأنْ يَذوبُوا
- فإنّي قَدْ وَصَلْتُ إلى مَكَانٍ
- عَلَيْهِ تحسُدُ الحَدَقَ القُلُوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه