الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أيا خدد الله ورد الخدود >>
قصائدالمتنبي
أيا خدد الله ورد الخدود
المتنبي
- أيَا خَدّدَ الله وَرْدَ الخُدودِ
- وَقَدّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ
- فَهُنّ أسَلْنَ دَماً مُقْلَتي
- وَعَذّبْنَ قَلبي بطُولِ الصّدودِ
- وكَمْ للهَوَى من فَتًى مُدْنَفٍ
- وكَمْ للنّوَى من قَتيلٍ شَهيدِ
- فوَا حَسْرَتَا ما أمَرّ الفِراقَ
- وَأعْلَقَ نِيرانَهُ بالكُبُودِ
- وأغْرَى الصّبابَةَ بالعاشِقِينَ
- وَأقْتَلَهَا للمُحِبّ العَميدِ
- وَألْهَجَ نَفْسي لغَيرِ الخَنَا
- بحُبّ ذَواتِ اللَّمَى والنّهُودِ
- فكانَتْ وكُنّ فِداءَ الأميرِ
- ولا زالَ مِنْ نِعْمَةٍ في مَزيدِ
- لقَد حالَ بالسّيفِ دونَ الوَعيدِ
- وحالَتْ عَطاياهُ دونَ الوُعودِ
- فأنْجُمُ أمْوالِهِ في النّحُوسِ
- وأنْجُمُ سُؤّالِهِ في السّعُودِ
- ولَوْ لمْ أخَفْ غَيرَ أعْدائِهِ
- عَلَيْهِ لَبَشّرْتُهُ بالخُلُودِ
- رَمَى حَلَباً بِنَواصِي الخُيُولِ
- وسُمْرٍ يُرِقْنَ دَماً في الصّعيدِ
- وبِيضٍ مُسافِرَةٍ ما يُقِمْـ
- ـنَ لا في الرّقابِ ولا في الغُمُودِ
- يَقُدْنَ الفَنَاءَ غَداةَ اللّقاءِ
- إلى كلّ جيشٍ كَثيرِ العَديدِ
- فَوَلّى بأشياعِهِ الخَرْشَنيُّ
- كَشاءٍ أحَسّ بِزَأرِ الأسُودِ
- يَرَوْنَ مِنَ الذّعر صَوْتَ الرّياحِ
- صَهيلَ الجِيادِ وخَفْقَ البُنُودِ
- فَمَنْ كالأميرِ ابنِ بنْتِ الأميـ
- ـرِ أوْ مَنْ كآبائِهِ والجُدُودِ
- سَعَوْا للمَعالي وَهُمْ صبْيَةٌ
- وسادوا وجادوا وهُمْ في المُهودِ
- أمَالِكَ رِقّي ومَنْ شَأنُهُ
- هِباتُ اللُّجَينِ وعِتْقُ العَبيدِ
- دَعَوْتُكَ عِندَ انْقِطاعِ الرّجَا
- ءِ والمَوْتُ مني كحَبل الوَريدِ
- دَعَوْتُكَ لمّا بَراني البَلاءُ
- وأوْهَنَ رِجْليّ ثِقْلُ الحَديدِ
- وقَدْ كانَ مَشيُهُما في النّعالِ
- فقَد صارَ مَشيُهُما في القُيُودِ
- وكنت منَ النّاسِ في مَحْفِلٍ
- فَها أنَا في مَحْفِلٍ مِنْ قُرُودِ
- تُعَجِّلُ فيّ وُجوبَ الحُدودِ
- وَحَدّي قُبَيلَ وُجوبِ السّجودِ
- وقيل: عَدَوْتَ على العالمينَ
- بَينَ وِلادي وبَينَ القُعُودِ
- فَما لَكَ تَقْبَلُ زُورَ الكَلامِ
- وقَدْرُ الشّهادَةِ قَدْرُ الشّهُودِ
- فَلا تَسْمَعَنّ مِنَ الكَاشِحِينَ
- وَلا تَعْبَأنّ بِعِجْلِ اليَهُودِ
- وكنْ فارِقاً بينَ دَعوَى أرَدتُ
- وَدَعوَى فَعَلْتُ بشَأوٍ بَعيدِ
- وفي جُودِ كَفّيْكَ ما جُدْتَ لي
- بنَفسي ولوْ كنتُ أشْقَى ثَمُودِ
المزيد...
العصور الأدبيه