الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أوه بديل من قولتي واها >>
قصائدالمتنبي
أوه بديل من قولتي واها
المتنبي
- أوْهِ بَدِيلٌ مِنْ قَوْلَتي وَاهَا
- لمَنْ نَأتْ وَالبَديلُ ذِكْراهَا
- أوْهِ لِمَنْ لا أرَى مَحَاسِنَها
- وَأصْلُ وَاهاً وَأوْهِ مَرْآهَا
- شَامِيّةٌ طَالَمَا خَلَوْتُ بهَا
- تُبْصِرُ في ناظِري مُحَيّاهَا
- فَقَبّلَتْ نَاظِري تُغالِطُني
- وَإنّمَا قَبّلَتْ بهِ فَاهَا
- فَلَيْتَهَا لا تَزَالُ آوِيَةً
- وَلَيْتَهُ لا يَزَالُ مَأوَاهَا
- كُلُّ جَرِيحٍ تُرْجَى سَلامَتُهُ
- إلاّ فُؤاداً رَمَتْهُ عَيْنَاهَا
- تَبُلُّ خَدّيّ كُلّمَا ابتَسَمَتْ
- مِنْ مَطَرٍ بَرْقُهُ ثَنَايَاهَا
- مَا نَفَضَتْ في يدي غَدائِرُهَا
- جَعَلْتُهُ في المُدامِ أفْوَاهَا
- في بَلَدٍ تُضْرَبُ الحِجالُ بهِ
- عَلى حِسَانٍ وَلَسْنَ أشْبَاهَا
- لَقِينَنَا وَالحُمُولُ سَائِرَةٌ
- وَهُنّ دُرٌّ فَذُبنَ أمْوَاهَا
- كُلُّ مَهَاةٍ كأنّ مُقْلَتَهَا
- تَقُولُ إيّاكُمُ وَإيّاهَا
- فيهِنّ مَنْ تَقْطُرُ السّيُوفُ دَماً
- إذا لِسَانُ المُحِبّ سَمّاهَا
- أُحِبّ حِمْصاً إلى خُناصِرَةٍ
- وَكُلُّ نَفْسٍ تُحبّ مَحْيَاهَا
- حَيثُ التَقَى خَدُّها وَتُفّاحُ لُبْـ
- ـنَانَ وَثَغْري عَلى حُمَيّاهَا
- وَصِفْتُ فِيها مَصِيفَ بَادِيَةٍ
- شَتَوْتُ بالصّحصَحانِ مَشتاهَا
- إنْ أعشَبَتْ رَوْضَةٌ رَعَيْنَاهَا
- أوْ ذُكِرَتْ حِلّةٌ غَزَوْنَاهَا
- أوْ عَرَضَتْ عَانَةٌ مُقَزَّعَةٌ
- صِدْنَا بأُخْرَى الجِيادِ أُولاهَا
- أوْ عَبَرَتْ هَجْمَةٌ بنا تُرِكَتْ
- تَكُوسُ بَينَ الشُّرُوبِ عَقرَاهَا
- وَالخَيْلُ مَطْرُودَةٌ وَطارِدَةٌ
- تَجُرّ طُولى القَنَا وَقُصْرَاهَا
- يُعْجِبُهَا قَتْلُهَا الكُماةَ وَلا
- يُنظِرُهَا الدّهْرُ بعدَ قَتْلاهَا
- وَقَدْ رَأيْتُ المُلُوكَ قاطِبَةً
- وَسِرْتُ حتى رَأيْتُ مَوْلاهَا
- وَمَنْ مَنَايَاهُمْ بِرَاحَتِهِ
- يأمُرُهَا فيهِمِ وَيَنْهَاهَا
- أبَا شُجاعٍ بِفارِسٍ عَضُدَ الدّوْ
- لَةِ فَنّاخُسْرُواً شَهَنْشَاهَا
- أسَامِياً لم تَزِدْهُ مَعْرِفَةً
- وَإنّمَا لَذّةً ذَكَرْنَاهَا
- تَقُودُ مُسْتَحْسَنَ الكَلامِ لَنَا
- كما تَقُودُ السّحابَ عُظْمَاهَا
- هُوَ النّفِيسُ الذي مَوَاهِبُهُ
- أنْفَسُ أمْوَالِهِ وَأسْنَاهَا
- لَوْ فَطِنَتْ خَيْلُهُ لِنَائِلِهِ
- لم يُرْضِهَا أنْ تَرَاهُ يَرْضَاهَا
- لا تَجِدُ الخَمْرُ في مَكارِمِهِ
- إذا انْتَشَى خَلّةً تَلافَاهَا
- تُصَاحِبُ الرّاحُ أرْيَحِيّتَهُ
- فَتَسْقُطُ الرّاحُ دونَ أدْنَاهَا
- تَسُرُّ طَرْبَاتُهُ كَرَائِنَهُ
- ثمّ تُزِيلُ السّرُورَ عُقْبَاهَا
- بكُلّ مَوْهُوبَةٍ مُوَلْوِلَةٍ
- قَاطِعَةٍ زِيرَهَا وَمَثْنَاهَا
- تَعُومُ عَوْمَ القَذاةِ في زَبَدٍ
- مِن جُودِ كَفّ الأميرِ يَغشَاهَا
- تُشْرِقُ تِيجَانُهُ بِغُرّتِهِ
- إشْرَاقَ ألْفاظِهِ بمَعْنَاهَا
- دانَ لَهُ شَرْقُهَا وَمَغْرِبُهَا
- وَنَفْسُهُ تَسْتَقِلّ دُنْيَاهَا
- تَجَمّعَتْ في فُؤادِهِ هِمَمٌ
- مِلْءُ فُؤادِ الزّمَانِ إحْداهَا
- فإنْ أتَى حَظُّهَا بأزْمِنَةٍ
- أوْسَعَ مِنْ ذا الزّمانِ أبْداهَا
- وَصَارَتِ الفَيْلَقَانِ وَاحِدَةً
- تَعْثُرُ أحْيَاؤهَا بمَوْتَاهَا
- وَدارَتِ النّيّرَاتُ في فَلَكٍ
- تَسْجُدُ أقْمَارُهَا لأبْهَاهَا
- ألفَارِسُ المُتّقَى السّلاحُ بِهِ الـ
- ـمُثْني عَلَيْهِ الوَغَى وَخَيْلاهَا
- لَوْ أنْكَرَتْ منْ حَيَائِهَا يَدُهُ
- في الحَرْبِ آثَارَهَا عَرَفْنَاهَا
- وَكَيفَ تَخْفَى التي زِيادَتُهَا
- وَنَاقِعُ المَوْتِ بَعضُ سِيمَاها
- ألوَاسعُ العُذْرِ أنْ يَتِيهَ على الـ
- ـدّنْيَا وَأبْنَائِهَا وَمَا تَاهَا
- لَوْ كَفَرَ العالَمُونَ نِعْمَتَهُ
- لمَا عَدَتْ نَفْسُهُ سَجَايَاهَا
- كالشَمسِ لا تَبتَغي بما صَنَعَتْ
- مَعْرِفَةً عِنْدَهُمْ وَلا جَاهَا
- وَلِّ السّلاطِينَ مَنْ تَوَلاّهَا
- وَالجَأْ إلَيْهِ تَكُنْ حُدَيّاهَا
- وَلا تَغُرّنّكَ الإمَارَةُ في
- غَيرِ أمِيرٍ وَإنْ بهَا بَاهَى
- فإنّمَا المَلْكُ رَبّ مَمْلَكَةٍ
- قَدْ أفْعَمَ الخافِقَينِ رَيّاهَا
- مُبْتَسِمٌ وَالوُجُوهُ عَابِسَةٌ
- سِلْمُ العِدى عِندَهُ كَهَيْجاهَا
- ألنّاسُ كالعَابِدِينَ آلِهَةً
- وَعَبْدُهُ كالمُوَحِّدِ اللّهَ
المزيد...
العصور الأدبيه