الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> ألا كل ماشية الخيزلى >>
قصائدالمتنبي
ألا كل ماشية الخيزلى
المتنبي
- ألا كُلُّ مَاشِيَةِ الخَيْزَلَى
- فِدَى كلِّ ماشِيَةِ الهَيْذَبَى
- وَكُلِّ نَجَاةٍ بُجَاوِيَّةٍ
- خَنُوفٍ وَمَا بيَ حُسنُ المِشَى
- وَلَكِنّهُنّ حِبَالُ الحَيَاةِ
- وَكَيدُ العُداةِ وَمَيْطُ الأذَى
- ضرَبْتُ بهَا التّيهَ ضَرْبَ القِمَا
- رِ إمّا لهَذا وَإمّا لِذا
- إذا فَزِعَتْ قَدّمَتْهَا الجِيَادُ
- وَبِيضُ السّيُوفِ وَسُمْرُ القَنَا
- فَمَرّتْ بِنَخْلٍ وَفي رَكْبِهَا
- عَنِ العَالَمِينَ وَعَنْهُ غِنَى
- وَأمْسَتْ تُخَيّرُنَا بِالنّقا
- بِ وَادي المِيَاهِ وَوَادي القُرَى
- وَقُلْنَا لهَا أينَ أرْضُ العِراقِ
- فَقَالَتْ وَنحنُ بِتُرْبَانَ هَا
- وَهَبّتْ بِحِسْمَى هُبُوبَ الدَّبُو
- رِ مُستَقْبِلاتٍ مَهَبَّ الصَّبَا
- رَوَامي الكِفَافِ وَكِبْدِ الوِهَادِ
- وَجَارِ البُوَيْرَةِ وَادي الغَضَى
- وَجَابَتْ بُسَيْطَةَ جَوْبَ الرِّدَا
- ءِ بَينَ النّعَامِ وَبَينَ المَهَا
- إلى عُقْدَةِ الجَوْفِ حتى شَفَتْ
- بمَاءِ الجُرَاوِيّ بَعضَ الصّدَى
- وَلاحَ لهَا صَوَرٌ وَالصّبَاحَ،
- وَلاحَ الشَّغُورُ لهَا وَالضّحَى
- وَمَسّى الجُمَيْعيَّ دِئْدَاؤهَا
- وَغَادَى الأضَارِعَ ثمّ الدَّنَا
- فَيَا لَكَ لَيْلاً على أعْكُشٍ
- أحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُّوَى
- وَرَدْنَا الرُّهَيْمَةَ في جَوْزِهِ
- وَبَاقيهِ أكْثَرُ مِمّا مَضَى
- فَلَمّا أنَخْنَا رَكَزْنَا الرّمَا
- حَ بَين مَكارِمِنَا وَالعُلَى
- وَبِتْنَا نُقَبّلُ أسْيَافَنَا
- وَنَمْسَحُهَا من دِماءِ العِدَى
- لِتَعْلَمَ مِصْرُ وَمَنْ بالعِراقِ
- ومَنْ بالعَوَاصِمِ أنّي الفَتى
- وَأنّي وَفَيْتُ وَأنّي أبَيْتُ
- وَأنّي عَتَوْتُ على مَنْ عَتَا
- وَمَا كُلّ مَنْ قَالَ قَوْلاً وَفَى
- وَلا كُلُّ مَنْ سِيمَ خَسْفاً أبَى
- وَمَنْ يَكُ قَلْبٌ كَقَلْبي لَهُ
- يَشُقُّ إلى العِزِّ قَلْبَ التَّوَى
- وَلا بُدَّ للقَلْبِ مِنْ آلَةٍ
- وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصّفَا
- وَكُلُّ طَرِيقٍ أتَاهُ الفَتَى
- على قَدَرِ الرِّجْلِ فيه الخُطَى
- وَنَام الخُوَيْدِمُ عَنْ لَيْلِنَا
- وَقَدْ نامَ قَبْلُ عَمًى لا كَرَى
- وَكانَ عَلى قُرْبِنَا بَيْنَنَا
- مَهَامِهُ مِنْ جَهْلِهِ وَالعَمَى
- وَماذا بمِصْرَ مِنَ المُضْحِكاتِ
- وَلَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا
- بهَا نَبَطيٌّ مِنَ أهْلِ السّوَادِ
- يُدَرِّسُ أنْسَابَ أهْلِ الفَلا
- وَأسْوَدُ مِشْفَرُهُ نِصْفُهُ
- يُقَالُ لَهُ أنْتَ بَدْرُ الدّجَى
- وَشِعْرٍ مَدَحتُ بهِ الكَرْكَدَنّ
- بَينَ القَرِيضِ وَبَينَ الرُّقَى
- فَمَا كانَ ذَلِكَ مَدْحاً لَهُ
- وَلَكِنّهُ كانَ هَجْوَ الوَرَى
- وَقَدْ ضَلّ قَوْمٌ بأصْنَامِهِمْ
- وَأمّا بِزِقّ رِيَاحٍ فَلا
- وَمَنْ جَهِلَتْ نَفْسُهُ قَدْرَهُ
- رَأى غَيرُهُ مِنْهُ مَا لا يَرَى
المزيد...
العصور الأدبيه