الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أزائر يا خيال أم عائد >>
قصائدالمتنبي
أزائر يا خيال أم عائد
المتنبي
- أزَائرٌ يا خَيَالُ أمْ عَائِدْ
- أمْ عِنْدَ مَوْلاكَ أنّني رَاقِدْ
- لَيسَ كما ظَنّ، غَشيَةٌ عرَضَتْ
- فَجِئتَني في خِلالهَا قَاصِدْ
- عُدْ وَأعِدْهَا فَحَبّذا تَلَفٌ
- ألصَقَ ثَدْيي بثَدْيِكَ النّاهِدْ
- وَجُدْتَ فيهِ بمَا يَشِحّ بِهِ
- مِنَ الشّتيتِ المُؤشَّرِ البَارِدْ
- إذا خَيَالاتُهُ أطَفْنَ بِنَا...
- أضْحَكَهُ أنّني لهَا حَامِدْ
- لا أجْحَدُ الفَضْلَ رُبّمَا فعلَتْ
- ما لم يكُنْ فَاعِلاً وَلا وَاعِدْ
- مَا تَعرِفُ العَينُ فَرْقَ بَيْنِهِمَا
- كُلٌّ خَيَالٌ وِصَالُهُ نَافِدْ
- يا طَفْلَةَ الكَفّ عَبْلَةَ السّاعِدْ
- على البَعِيرِ المُقَلَّدِ الوَاخِدْ
- زِيدي أذى مُهجَتي أزِدكِ هوًى
- فأجْهَلُ النّاسِ عَاشِقٌ حَاقِدْ
- حَكَيْتَ يا لَيلُ فَرْعَها الوَارِدْ
- فاحكِ نَوَاهَا لجَفنيَ السّاهِدْ
- طَالَ بُكائي عَلى تَذَكُّرِهَا
- وَطُلْتَ حتى كِلاكُمَا وَاحِدْ
- مَا بَالُ هَذي النّجُومِ حائِرَةً
- كأنّهَا العُمْيُ ما لَها قَائِدْ
- أوْ عُصْبَةٌ مِنْ مُلُوكِ نَاحِيَةٍ
- أبُو شُجاعٍ عَلَيْهِمِ وَاجِدْ
- إنْ هَرَبُوا أُدْرِكوا وَإنْ وَقَفُوا
- خَشُوا ذَهابَ الطّرِيفِ وَالتّالِدْ
- فَهُمْ يُرَجَّوْنَ عَفْوَ مُقْتَدِرٍ
- مُبَارَكِ الوَجْهِ جائِدٍ مَاجِدْ
- أبْلَجَ لَوْ عاذَتِ الحَمَامُ بِهِ
- مَا خَشِيَتْ رَامِياً وَلا صَائِدْ
- أوْ رَعَتِ الوَحْشُ وَهْيَ تَذكُرُهُ
- ما رَاعَها حابِلٌ وَلا طَارِدْ
- تُهدي لَهُ كُلُّ ساعَةٍ خَبراً
- عَن جَحفَلٍ تحتَ سَيفِهِ بائِدْ
- وَمُوضِعاً في فِتَانِ نَاجِيَةٍ
- يَحمِلُ في التّاجِ هامةَ العاقِدْ
- يا عَضُداً رَبُّهُ بِهِ العاضِدْ
- وَسَارِياً يَبعَثُ القَطَا الهَاجِدْ
- وَمُمْطِرَ المَوْتِ وَالحَيَاةِ مَعاً
- وَأنتَ لا بارِقٌ وَلا رَاعِدْ
- نِلتَ وَما نِلتَ من مَضَرّةِ وَهْـ
- ـشوذانَ ما نالَ رَأيُهُ الفَاسِدْ
- يَبْدَأُ مِنْ كَيْدِهِ بغَايَتِهِ
- وَإنّمَا الحَرْبُ غايَةُ الكَائِدْ
- ماذا على مَنْ أتَى يُحارِبُكُمْ
- فَذَمّ ما اخْتارَ لَوْ أتَى وَافِدْ
- بِلا سِلاحٍ سِوَى رَجائِكُمُ
- فَفَازَ بالنّصرِ وَانثَنى رَاشِدْ
- يُقارِعُ الدّهرُ مَن يُقارِعُكُمْ
- على مَكانِ المَسُودِ وَالسّائِدْ
- وَلِيتَ يَوْمَيْ فَنَاءِ عَسْكَرِهِ
- وَلم تَكُنْ دانِياً وَلا شَاهِدْ
- وَلم يَغِبْ غَائِبٌ خَليفَتُهُ
- جَيشُ أبيهِ وَجَدُّهُ الصّاعِدْ
- وكُلُّ خَطّيّةٍ مُثَقَّفَةٍ
- يَهُزّهَا مَارِدٌ عَلى مَارِدْ
- سَوَافِكٌ مَا يَدَعْنَ فَاصِلَةً
- بَينَ طَرِيءِ الدّمَاءِ وَالجَاسِدْ
- إذا المَنَايَا بَدَتْ فَدَعْوَتُهَا
- أُبْدِلَ نُوناً بِدالِهِ الحَائِدْ
- إذا دَرَى الحِصْنُ مَنْ رَماهُ بها
- خَرّ لهَا في أسَاسِهِ سَاجِدْ
- ما كانَتِ الطِّرْمُ في عَجاجَتِهَا
- إلاّ بَعِيراً أضَلّهُ نَاشِدْ
- تَسألُ أهْلَ القِلاعِ عَنْ مَلِكٍ
- قدْ مَسَخَتْهُ نَعَامَةً شَارِدْ
- تَستَوْحِشُ الأرْضُ أنْ تُقِرّ بهِ
- فكُلّها مُنكِرٌ لَهُ جَاحِدْ
- فَلا مُشادٌ وَلا مُشيدُ حِمًى
- وَلا مَشيدٌ أغنى وَلا شائِدْ
- فاغْتَظْ بقَوْمٍ وَهشوذَ ما خُلِقوا
- إلاّ لِغَيظِ العَدوّ والحاسِدْ
- رَأوْكَ لمّا بَلَوْكَ نَابِتَةً
- يأكُلُهَا قَبْلَ أهْلِهِ الرّائِدْ
- وَخَلِّ زِيّاً لِمَنْ يُحَقّقُهُ
- ما كلُّ دامٍ جَبينُهُ عَابِدْ
- إنْ كانَ لمْ يَعْمِدِ الأمِيرُ لِمَا
- لَقيتَ مِنْهُ فَيُمْنُهُ عَامِدْ
- يُقْلِقُهُ الصّبْحُ لا يرَى مَعَهُ
- بُشرَى بفَتْحٍ كأنّهُ فَاقِدْ
- وَالأمْرُ لله، رُبّ مُجْتَهِدٍ
- مَا خابَ إلاّ لأنّهُ جَاهِدْ
- وَمُتّقٍ وَالسّهَامُ مُرْسَلَةٌ
- يَحيدُ عَن حابِضٍ إلى صَارِدْ
- فَلا يُبَلْ قاتِلٌ أعَادِيَهُ
- أقَائِماً نَالَ ذاكَ أمْ قاعِدْ
- لَيتَ ثَنَائي الذي أصُوغُ فِدى
- مَنْ صِيغَ فيهِ فإنّهُ خَالِدْ
- لَوَيْتُهُ دُمْلُجاً عَلى عَضُدٍ
- لِدَوْلَةٍ رُكْنُهَا لَهُ وَالِدْ
المزيد...
العصور الأدبيه