الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أريقك أم ماء الغمامة أم خمر >>
قصائدالمتنبي
أريقك أم ماء الغمامة أم خمر
المتنبي
- أريقُكِ أمْ ماءُ الغَمامةِ أمْ خَمْرُ
- بفيّ بَرُودٌ وهْوَ في كَبدي جَمْرُ
- أذا الغُصْنُ أم ذا الدِّعصُ أم أنتِ فتنةٌ
- وذَيّا الذي قَبّلتُهُ البَرْقُ أمْ ثَغرُ
- رَأتْ وجهَ مَنْ أهوَى بلَيلٍ عَواذلي
- فقُلْنَ نَرى شَمساً وما طَلَعَ الفَجرُ
- رَأينَ التي للسّحرِ في لحَظاتِها
- سُيُوفٌ ظُباها من دَمي أبداً حُمرُ
- تَناهَى سُكونُ الحُسنِ من حرَكاتِها
- فليسَ لرائي وجهِها لم يَمُتْ عُذْرُ
- إلَيكَ ابنَ يحيَى بنِ الوَليدِ تجاوَزَتْ
- بيَ البيدَ عِيسٌ لحمُها والدّمُ الشِّعرُ
- نَضَحْتُ بذكراكُمْ حَرارةَ قَلبِها
- فسارَتْ وطولُ الأرض في عينها شبرُ
- إلى لَيثِ حَرْبٍ يُلحِمُ اللّيثَ سيفَهُ
- وبَحْرِ نَدًى في موجهِ يغرَقُ البحرُ
- وإنْ كانَ يُبقي جُودُهُ من تَلِيدِهِ
- شَبيهاً بما يُبقي منَ العاشِقِ الهَجْرُ
- فَتًى كلَّ يَوْمٍ تحتَوي نَفْسَ مالِهِ
- رِمَاحُ المَعالي لا الرُّدَيْنِيّةُ السُّمْرُ
- تَباعَدَ ما بَينَ السّحابِ وبَيْنَهُ
- فَنائِلُها قَطْرٌ ونائِلُهُ غَمْرُ
- ولَوْ تَنزِلُ الدّنْيا على حُكْمِ كَفّهِ
- لأصْبَحَتِ الدّنْيا وأكثرُها نَزْرُ
- أراهُ صَغيراً قَدْرَها عُظْمُ قَدْرِهِ
- فَما لعَظيمٍ قَدْرُهُ عِندَهُ قَدْرُ
- مَتى ما يُشِرْ نحوَ السّماءِ بوَجهِهِ
- تَخِرّ لهُ الشِّعرَى ويَنخسِفِ البَدْرُ
- تَرَى القَمَرَ الأرْضِيَّ والمَلِكَ الذي
- لهُ المُلْكُ بعدَ الله والمَجدُ والذّكرُ
- كَثيرُ سُهادِ العَينِ من غيرِ عِلّةٍ
- يُؤرّقُهُ في ما يُشَرّفُهُ الفِكْرُ
- لَهُ مِنَنٌ تُفْني الثّنَاءَ كأنّما
- بهِ أقسَمَتْ أن لا يؤدَّى لها شُكْرُ
- أبا أحْمَدٍ ما الفَخْرُ إلاّ لأهْلِهِ
- وما لامرىءٍ لم يُمسِ من بُحترٍ فخرُ
- هُمُ النّاسُ إلاّ أنّهُمْ من مكارِمٍ
- يُغَنّي بهِمْ حَضْرٌ ويحدو بهم سَفْرُ
- بمَنْ أضرِبُ الأمثالَ أمْ من أقيسُهُ
- إليكَ وأهلُ الدّهرِ دونَكَ والدّهرُ
المزيد...
العصور الأدبيه