الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أراع كذا كل الأنام همام >>
قصائدالمتنبي
أراع كذا كل الأنام همام
المتنبي
- أرَاعَ كَذا كُلَّ الأنَامِ هُمَامُ
- وَسَحَّ لَهُ رُسْلَ المُلُوكِ غَمَامُ
- وَدانَتْ لَهُ الدّنْيا فأصْبَحَ جالِساً
- وَأيّامُهَا فِيمَا يُريدُ قِيَامُ
- إذا زَارَ سَيْفُ الدّوْلَةِ الرّومَ غازِياً
- كَفَاهَا لِمَامٌ لَوْ كَفَاهُ لِمَامُ
- فَتًى تَتْبَعُ الأزْمانُ في النّاسِ خَطوَهُ
- لكُلّ زَمانٍ في يَدَيْهِ زِمَامُ
- تَنَامُ لَدَيْكَ الرّسْلُ أمْناً وغِبطةً
- وَأجفانُ رَبّ الرّسْلِ ليسَ تَنَامُ
- حِذاراً لمُعْرَوْري الجِيادِ فُجَاءَةً
- إلى الطّعْنِ قُبْلاً مَا لَهُنّ لِجَامُ
- تَعَطَّفُ فيهِ وَالأعِنّةُ شَعْرُهَا
- وَتُضْرَبُ فيهِ وَالسّياطُ كَلامُ
- وَما تَنْفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنَا
- إذا لم يكُنْ فوْقَ الكِرامِ كِرامُ
- إلى كَمْ تَرُدُّ الرُّسْلَ عَمّا أتَوْا لَهُ
- كأنّهُمُ فيما وَهَبْتَ مَلامُ
- فإنْ كنتَ لا تُعْطي الذّمامَ طَواعَةً
- فَعَوْذُ الأعادي بالكَريمِ ذِمَامُ
- وَإنّ نُفُوساً أمّمَتْكَ مَنيعَةٌ
- وَإنّ دِمَاءً أمّلَتْكَ حَرَامُ
- إذا خَافَ مَلْكٌ من مَليكٍ أجَرْتَهُ
- وَسَيْفَكَ خافُوا وَالجِوارَ تُسَامُ
- لهُمْ عنكَ بالبِيضِ الخِفافِ تَفَرّقٌ
- وَحَوْلَكَ بالكُتْبِ اللِّطَافِ زِحَامُ
- تَغُرُّ حَلاواتُ النّفُوسِ قُلُوبَهَا
- فتَختارُ بَعضَ العَيشِ وَهْوَ حِمامُ
- وَشَرُّ الحِمَامَينِ الزّؤامَينِ عِيشَةٌ
- يَذِلُّ الذي يَختَارُها وَيُضامُ
- فَلَوْ كانَ صُلْحاً لم يَكُنْ بشَفاعَةٍ
- وَلَكِنّهُ ذُلٌّ لَهُمْ وَغَرَامُ
- وَمَنٌّ لفُرْسانِ الثّغُورِ عَلَيْهِمِ
- بتَبْليغِهِمْ ما لا يَكادُ يُرامُ
- كَتائِبُ جَاؤوا خاضِعِينَ فأقْدَمُوا
- وَلَوْ لم يكونوا خاضِعينَ لخَامُوا
- وَعَزّتْ قَديماً في ذَرَاكَ خُيُولُهُمْ
- وَعَزُّوا وَعامَتْ في نَداكَ وَعَامُوا
- على وَجْهِكَ المَيمونِ في كلّ غارَةٍ
- صَلاةٌ تَوَالى مِنْهُمُ وَسَلامُ
- وَكُلُّ أُنَاسٍ يَتْبَعُونَ إمَامَهُمْ
- وَأنتَ لأهْلِ المَكْرُماتِ إمَامُ
- وَرُبّ جَوَابٍ عَن كتابٍ بَعَثْتَهُ
- وَعُنْوَانُهُ للنّاظِرِينَ قَتَامُ
- تَضِيقُ بهِ البَيداءُ من قَبْلِ نَشرِهِ
- وَمَا فُضّ بالبَيْداءِ عَنهُ خِتَامُ
- حُرُوفُ هِجاءِ النّاسِ فيهِ ثَلاثَةٌ:
- جَوَادٌ وَرُمْحٌ ذابِلٌ وَحُسَامُ
- أخا الحَرْبِ قد أتْعَبْتَها فَالْهَ ساعَةً
- ليُغْمَدَ نَصْلٌ أوْ يُحَلَّ حِزامُ
- وَإنْ طالَ أعمَارُ الرّماحِ بهُدْنَةٍ
- فإنّ الذي يَعْمُرْنَ عِندَكَ عَامُ
- وَمَا زِلْتَ تُفني السُّمْرَ وَهْيَ كَثيرَةٌ
- وَتُفْني بهِنّ الجَيْشَ وَهوَ لُهَامُ
- متى عاوَدَ الجَالُونَ عاوَدْتَ أرْضَهُمْ
- وَفيهَا رِقَابٌ للسّيُوفِ وَهَامُ
- وَرَبّوْا لكَ الأوْلادَ حتى تُصِيبَهَا
- وَقَدْ كَعَبَتْ بِنْتٌ وَشَبّ غُلامُ
- جَرَى مَعَكَ الجارونَ حتى إذا انتَهوا
- إلى الغايَةِ القُصْوَى جرَيتَ وَقَامُوا
- فَلَيْسَ لشَمسٍ مُذْ أنَرْتَ إنَارَةٌ
- وَلَيسَ لبَدْرٍ مُذْ تَمَمْتَ تَمَامُ
المزيد...
العصور الأدبيه