الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ >>
قصائدالشريف المرتضى
يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ
الشريف المرتضى
- يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ
- وأنّ دمعاً على الخدّين يستبقُ
- وأنّ ديناً عليكمْ لا قضاءَ له
- وأنّ رهناً عليكمْ تائهٌ غلقُ
- وكيف ينفعُنا صدقُ الحديثِ وقد
- قبلتمُ قول أقوامٍ وما صدقوا ؟
- وهلْ دُنوُّكُمُ مُسْلٍ ونحنُ إذا
- كنّا جميعاً بطولِ الصّدِّ نفترقُ ؟
- كلُّ المودَّة ِ زورٌ غيرَ وُدِّكُمُ
- وكلُّ حبٍّ سوى حبّى لكمْ ملقُ
- ياصاحِبّيَّ امتحاني من عيونكما
- فإنّ لى مقلة ً إنسانها غرقُ
- واستوضحا هل حمولُ الحيِّ زائلة ٌ
- والرَّكْبُ عن جَنَباتِ الحيِّ مُنطلقُ
- وفى الحدوج " الّتى " خفّ القطينُ بها
- ظبى ٌ بما شاءَ من ألبابنا علقُ
- وددتُ منه وقد حفّ الوشاة ُ " بنا "
- أنّا بعلّة ِ قربِ البينِ نعتنقُ
- قلْ للذي باتَ مَحروماً يُثبِّطُهُ
- عن مطمحِ العزِّ منه الرُّعْبُ والشَّفَقُ
- يرعى الهشيمَ ملظّا قعرَ أودية ٍ
- غرثى المسالكِ لا ماءٌ ولا ورقُ
- إِنِّي علقتُ بفخر الملكِ في زمنٍ
- ما كان لى منه فى الأقوامِ معتلقُ
- مردِّدٌ كلَّ يومٍ في مواهبِهِ
- متوّجٌ منه بالنعماءِ منتطقُ
- يا صَفْونا في زمانٍ كلُّهُ كَدَرٌ
- وفجرنا فى زمانٍ كلّه غسقُ
- " وحاملَ العبءْ كلّتْ دونه مننٌ
- وقائدَ الجيشِ ضاقتْ دونَهُ الطُّرُقُ
- ورابطَ الجأْشِ والأبطالُ هائبة ُ
- والهامُ بين أنابيب القنا فلقُ
- فى موقفٍ حرجٍ يلقى السّلاحُ به
- والقِرْنُ من ضِيقهِ بالقرنِ معتنقُ
- قد كان قبلك قومٌ لا جميلَ لهمْ
- كأنَّهمْ من خُمولِ الذِّكرِ ما خُلِقوا
- فوتُ الأمانيَ ما شادوا ولا كرموا
- نُكْدُ السَّحائبِ ما انهلُّوا ولا بَرِقوا
- فما نفقنا عليهم من غباوتِهمْ
- وما علينا بشيءٍ منهُمُ نَفقوا
- وأين قبلك يا فخرَ الملوك فتًى
- مستجمعٌ فيه هذا الخلقُ والخلقُ ؟
- ومَنْ إذا دخل الجبّارُ حضرتَهُ
- يزداد عزّاً إذا ذَلّتْ له العُنُقُ
- وأى ُّ مخترقٍ يضحى وليس به
- إلى الفضيلة ِ منك النّصُّ والعنقُ ؟
- وأى ُّ مقصًى عن المعروف ليس له
- مُصْطَبَحٌ بينَ ماتُولي ومُغْتَبَقُ
- شِعْبٌ به لذوي الأنضاء مُرتَبَعٌ
- وجانبٌ فيه للمحروم مرتزقُ
- مُستَمْطَرُ الجود لا فقرٌ ولا جَهَدٌ
- ومستجارٌ فلا خوفٌ ولا فرقُ
- ومشهدٌ ليسَ فيه مِن هوى ً جَنَفٌ
- ولا يُطاشُ به طيشٌ ولا خُرُقُ
- لا يألف الحقدُ مغنًى من مساكنهِ
- ولا يُلَبِّثُ في أَبياتِهِ الحَنَقُ
- قد قلتُ للقومِ لم يخشوا صريمتهُ
- وربَّما خابَ بغياً بعضُ مَن يَثِقُ
- حذارِ من غفلاتِ اللّيث يخدرُ فى
- رأى العيون وفى تاموره النّزقُ
- يغضى كأنّ عليه من كرًى سنة ً
- وإنّما حشوه التّسهيدُ والأرقُ
- ولا تراه وإنْ طال المطالُ به
- إلاّ مكبّاً على الأوصال يعترقُ
- أو من ضئيلٍ كجثمانِ الفظيعِ له
- في كلِّ ما ذَرَّ نجمٌ أوْ هوَى صَعِقُ
- أُرَيْقِطٌ غيرَ أرفاغٍ نَجَوْنَ كما
- مسّ الفتى من نواحى جلده البهقُ
- تراهُ في القيظِ مُلتفّاً بسَخْبَرَة ٍ
- كأنّما هو فى تدويره طبقُ
- فافخرْ فما الفخرُ إِلاّ ما خُصصتَ به
- وفخرُ غيرك مكذوبٌ ومختلقُ
- فالمجدُ وقفٌ على دارٍ حللتَ بها
- وما عداك فشيءٌ منك مُستَرَقُ
- واسعدْ بذا العيد والتّحويلِ إنّهما
- توافقا ، والسّعودُ الغرُّ تتّفقُ
- عيدانِ؛ هذا به فِطْرُ الصِّيامِ وذا
- زارَ البسيطة َ فيه الوابلُ الغَدَقُ
- وقتٌ به السَّعدُ مقرونٌ ومُلْتبسٌ
- وطالعٌ وَسْطَه التوفيقُ مُرتفِقُ
- وليلة ٌ صقلَ التحويلُ صبغتَها
- فإنَّما هي للسَّاري بها فَلَقُ
- ومَن رأى قبلَ أنْ ضوَّأتَ ظُلمَتَهُ
- ليلاً له فى الدّ آدى منظرٌ يققُ ؟
- ضاق القريضُ عن استيفاء فضلك يا
- ربَّ القريض وعَيَّتْ ألسُنٌ ذُلُقُ
- وإنّما نشكر النّعمى وإنْ عظمتْ
- فكم أناسٍ بما أولوهُ ما نطقوا
- فاسلمْ ودُمْ فزِنادُ الملك وارِية ٌ
- وكلُّ مختلفٍ فى الخلقِ متّسقُ
- وعشْ كما شئتَ عمراً " ما لنائبة ٍ "
- به مجالٌ ولا فيه لها طرقُ
المزيد...
العصور الأدبيه