الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ >>
قصائدالشريف المرتضى
يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ
الشريف المرتضى
- يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ
- ونوقظ بالأحداثِ فيه ونغفلُ
- ونغترُّ في الدُّنيا برَيْثِ إقامة ٍ
- ألا إنَّما ذاك المقيمُ مُرَحَّلُ
- يُقادُ الفتى قَوْدَ الجنيبِ إلى الرَّدى
- وما قادهُ منه المغارُ المفتّلُ
- وما النّاسُ إلاّ ظاعنٌ أو مودّعٌ
- ومستلبٌ مستعجلٌ أو مؤجّلُ
- فمن رجلٍ قضّى الحمامُ ديونه
- وآخرَ يُلوى كلَّ يومٍ ويُمْطَلُ
- وأفنِيَة ٍ إمّا فِناءٌ مُراوَحٌ
- مُغادَى إليه أو فناءٌ مُعَطَّلُ
- وما هذه الأيّامُ إلا منازلٌ
- إذا ما قطعنا منزلاً بان منزلُ
- بنو الأرضِ يعلو واحدٌ " فوق ظهرها "
- وآخرُ تعلو هى عليه فيسفلُ
- تعاقبَ سجلى ْ ماتحٍ فى ركيّة ٍ
- فسَجْلٌ له يَرقَى وآخرُ ينزلُ
- فناءٌ ملحُّ ما يغبّ جميعنا
- إذا عاشَ منّا آخِرٌ ماتَ أوّلُ
- وقالوا: تَمَنَّ العمرَ تحظَ بطولِهِ
- فقلتُ: وما يُغني البقاءُ المطوَّلُ؟
- قصيرُ مقامِ المرءِ مثلُ طويلهِ
- يفئُ إلى وردِ المنونِ ويوصلُ
- أَروني الّذي فاتَ الحِمامَ ومن له
- إذا أمّهُ المقدارُ ظهرٌ ومعقلُ ؟
- وأينَ الذين استنزلَ الدَّهرُ منهمُ
- بهاليلَ لمّا أَحزنوا العزَّ أسْهَلُوا؟
- تراهمْ كآسادِ الشَّرى في حفيظة ٍ
- فإنْ سُئلوا المعروفَ يوماً تهلَّلوا
- أذيدوا فلم يغنوا ولم يغنِ عنهمُ
- منَ الذَائدين ما أنالوا وخَوَّلوا
- ولا أسمرٌ صَدْقُ الكعوبِ عَنَطْنَطٌ
- ولا شادخٌ وافي الحِزامِ مُحجَّلُ
- وكم صاحبٍ لى كنتُ أكره فقده
- تسلَّمَه منِّي الفَناءُ المعجَّلُ
- أُبدَّلُ بالإخوانِ ما إنْ مَلَلْتُهمْ
- وبالرُّغم منِّي أنَّني أتبدَّلُ
- مقيمٌ بمستنِّ الخطوبِ تعلّنى
- أفاويقَ أخلافِ الزّمان وتنهلُ
- وأُغضِي على ما آد ظهري كأنَّني
- على حدثانِ الدّهرِ عودٌ مذلّلُ
- فيا ليتَ أنِّي للحوادثِ صخرة ٌ
- تحمّلُ أثقالَ الخطوبِ فتحملُ
- تمرُّ بها الأيّامُ وهي مُظِلَّة ٌ
- بعلياءَ لا تَهفو ولا تَتَزَيَّلُ
- ويا ليتَ عندي اليومَ بعضَ تَغَفُّلٍ
- فأنعمُ منّا بالحياة ِ المغفّلُ
- ألا علِّلانِي بالحياة ِ وخادِعا
- يقينى فكلٌّ " بالحياة ِ " معلّلُ
- وقولا لعلّ الدّارَ شحطٌ من الرّدى
- وعمرُك من أعمارِ غيرِك أطولُ
- ولا تعدانى الشّرَّ قبلَ نزولهِ
- فإنّ انتظارَ الشّرّ أدهى وأعضلُ
- ومُدّا بأسبابِ الحياة ِ طَماعتي
- فإنّا على الأطماع فيها نُعوِّلُ
- وقودا إليَّ اليومَ ما شئتُ منكما
- فإنّا غداً من هذه الدّارِ نُنقَلُ
- ودانٍ إلى شِعبي وقلبي تنازَحَتْ
- به فى بطونِ الأرضِ غبراءُ مجهلُ
- تلفتُّ أبغي في الطَّماعة ِ عَوْدَه
- وهيهات عمّا فى التّرابِ المؤمّلُ
- عليك ابن يحيى كلَّ يومٍ وليلة ٍ
- سلامٌ كما شاء المحيّون " مسهلُ "
- ولا زال قبرٌ أنتَ فيه موسّدٌ
- يُزاحُ بنشر المندليِّ ويوبَلُ
- وإنْ جَفَتِ الأنواءُ تُرباً فلم يزلْ
- تمرُّ بهِ وهو المَجودُ المبلَّلُ
- تدرُّ عليه كلُّ وطْفاءَ جَوْنة ٍ
- ويسري إليه البارقُ المتهلِّلُ
- ولمّا نعاك النّاعيان تهاطَلَتْ
- بوادرُ ما كانتْ لغيرك تهطِلُ
- وعالوك قهراً فوق صهوة ِ شرجعٍ
- لنا من نواحيهِ حنينٌ وأزْمَلُ
- غداة َ أديلَ الحزنُ منّا فلم يكنْ
- هنالك إلاّ معولاتٌ ومعولُ
- ولا قلبَ إلاّ وهو منك مكلّمٌ
- ولا لُبَّ وهْو فيك مُذَهَّلُ
- تقطَّع ما بيني وبينك والتُّقى
- عليك على كرهي ترابٌ وجْنَدَلُ
- مُجاورَ قومٍ فرَّق الموتُ بينهمْ
- وأجداثهمْ فى رأى عينٍ توصّلُ
- كأنّهمُ كانوا عكوفاً ببابلٍ
- " فراقهمُ " منها الرّحيقُ المسلسلُ
- منحتك قولى حين لا فعلَ فى يدى
- ويا ليتني فيه أقولُ وأفعلُ
- وليس يردّ الموتَ ما نحن بعده
- نروّى من الأشعار أو نتنحّلُ
المزيد...
العصور الأدبيه