الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي >>
قصائدالشريف المرتضى
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
الشريف المرتضى
- يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
- يلقاك بالسّى ّءِ المكروهِ من عملى
- واجعلْ مسيري إلى لُقياك يومَ تَرى
- حشرَ الأنامِ على نهجٍ من السُّبُلِ
- فى واضحٍ جددٍ تأبى العثارَ به
- رِجْلي فلا هَفْوَتي فيه ولا زَللي
- وأعطني الأمنَ في يومٍ تكونُ بهِ
- قلوبُ خلقك مُلقاة ً على الوَجَلِ
- كم ذا أؤمل عفواً لستُ أكسبهُ
- ويلٌ لجلدى َ يوم النّارِ من أملى
- وأُسْتَغَرُّ بما أمَّلتُ تخدَعُني
- لَيَّ الحوادثِ إذْ أَرْخَتْ من الطِّوَلِ
- كأنَّني وزنادُ الخوفِ تلذعُني
- بما أخافُ وأرجو غيرُ محتفلِ
- قولٌ جَميلٌ وأفعالٌ مُقبَّحة ٌ
- يا بعدَ ذا القول فى الدّنيا من العملِ
- يا بُؤسَ للدَّهرِ غُرَّ العالِمون بهِ
- والجاهلونَ معاً في الأعصُر الأُوَلِ
- مَضَوْا جميعاً فلا عينٌ ولا أثرٌ
- " حانوا " وحالوا وهذا الدّهرُ لم يحلِ
- كأنّهمْ بعد ما استمطوا جنائزهمْ
- لم يَمْتطوا صَهَواتِ الخيلِ والإبلِ
- قالوا : فرغتَ من الأشغال ؟ قلت لهمْ :
- لو لم أكن بانتظارِ الموتِ في شُغُلِ
- إنِّي لأعلمُ علماً لا يخالجُه
- شكٌّ فأطمع للدّنيا ويطمع لى
- بأنَّه لا مَحيصٌ عن مَدى سَفري
- ولا دواءٌ لِما أشكوهُ من عللي
- وإنِّني سوفَ ألقَى ما يُطيحُ بهِ
- كيدي وتذهبُ عنه ضُلَّلاً حِيَلي
- وكيف يطبق جفناً بالكرى رجلٌ
- وراءَه للرَّدى حادٍ منَ الأجلِ؟
- أم كيف يصبح جذلاناً وليس له
- علمُ الإلهِ بعقبى ذلك الجذلِ ؟
- يا راقداً ونداءُ الله يوقظُه
- ألاّ تزوَّدتَ فينا زادَ مُرتحلِ؟
- مالي أراك على ربِّ الورى بَطِراً
- وأنتَ في النّاس ملآنٌ منَ الفَشَلِ
- وكم تجود بجمّاتِ الثّوابِ غداً
- وأنتَ توصَفُ فينا اليومَ بالبُخُلِ
- للهِ مَن لا تراهُ غِبَّ حادثة ٍ
- مُجرَّحاً بشفارِ اللَّومِ والعَذَلِ
- يرنو إلى الدَّهرِ من أجفانِ صادقة ٍ
- بدا لها منه ما يخفى على المقلِ "
- فالعزُّ في هجرة الدُّنيا وما ضمنتْ
- والذّلُّ فى طلب الأموال والدّولِ
المزيد...
العصور الأدبيه